عقوبة جريمة التحريض في القانون

عقوبة جريمة التحريض في القانون و أهم 5 أركان جريمة التحريض

عقوبة جريمة التحريض في القانون , في عالم اليوم، حيث تلعب وسائل التواصل الاجتماعي والاتصال الجماهيري دورًا مهمًا في تشكيل الرأي العام، أصبح عمل التحريض قضية حرجة. جريمة التحريض لها أشكال ونتائج مختلفة، ولا بد من فهم أهميتها والتدابير اللازمة لمنعها. في منشور المدونة هذا، سنتعمق في موضوع “جريمة التحريض” ونستكشف أبعادها وأسبابها وتداعياتها المختلفة.

ما هو مفهوم التحريض؟

تُعرف مفهوم التحريض بأنه خلق فكرة الجريمة وخلق التصميم عليها في نفس الجاني، وذلك بأي وسيلة كانت. يتم اعتبار نشاط المحرض ذو طبيعة معنوية ويمكن أن يؤدي إلى تحفيز الفرد على القيام بأعمال غير إنسانية والتسبب في الضرر للآخرين. يشير مفهوم التحريض في التشريعات العربية إلى الحث على ارتكاب جريمة ودفع الآخرين لتنفيذها. يتضمن مفهوم التحريض المحرِّض الذي يُمكن أن نسميه شيطان الجريمة، حيث يتم بواسطته تشجيع الآخرين على الجريمة وخلق التصميم عليها. يمكن تحديد المصير النوويّ لنسيج ما بنسيج آخر، ومن ثم تحفيز بناء الإنزيم بمحفز متخصص بطريقة علمية مختلفة عن المحرض. في النهاية، فإن جريمة التحريض تعتبر جريمة خطيرة من الجرائم التي تسبب الأذى للآخرين وتعرض النظام العام للخطر.

أنواع التحريض

يعد التحريض على الجرائم أمرًا خطيرا يجب الحذر منه، وتعد بعض أنواعها أخطر من غيرها، ولذا يجب العمل على زيادة الوعي القانوني في هذا الصدد.

  1.  التحريض الخاص أو الفردي: يتمثل هذا النوع من التحريض في حث شخص آخر على ارتكاب جريمة دون اللجوء إلى العنف المباشر.
  2. التحريض العام: يتم في هذا النوع من التحريض التعبير عن رغبة في ارتكاب جريمة بشكل علني وعام دون تحديد هدف محدد.
  3. التحريض الشديد: يتم في هذا النوع من التحريض استخدام مفردات وأساليب حادة وعدائية لتحريض شخص ما على جريمة.
  4. التحريض الصوتي: يتمثل التحريض الصوتي في استخدام الكلمات أو الأصوات أو الأغاني أو الدعايات لتحريض شخص على ارتكاب جريمة.
  5. التحريض المرئي: يتضمن هذا النوع من التحريض استخدام الصور أو الفيديوهات أو الأفلام لتحريض شخص على ارتكاب جريمة.
  6. التحريض الفكري: يتمثل التحريض الفكري في استخدام الأفكار والمفاهيم والنظريات لتحريض شخص على القيام بجريمة.
  7. التحريض الممنهج: يتم في هذا النوع من التحريض التخطيط والتحضير لتحريض شخص ما وإيجاد الظروف المناسبة للقيام بجريمة.
  8. التحريض السياسي: يتمثل التحريض السياسي في استغلال الأوضاع السياسية الراهنة لتحريض شخص على ارتكاب جريمة تصب في مصلحة معينة.
  9. التحريض الديني: يتمثل التحريض الديني في استخدام الدين والشريعة لتحريض شخص على ارتكاب جريمة خطأ بشع يرتكب بغير ارادته.
  10. التحريض النفسي: يتمثل التحريض النفسي في استخدام طرق وأساليب نفسية لتحريض شخص على ارتكاب جريمة دون أن يكون على علم بذلك.

أركان جريمة التحريض

تؤكد البيانات الواقعية أن جريمة التحريض هي جريمة مخلة بالأمن العام وتعرض المجتمع لخطر الانهيار ونشر الفتن. ويتضمن عناصر هذه الجريمة كلاً من:

1- العنصر المادي: وهو السلوك المجرم الذي يقوم به المحرض بإتيان فعل سابق على الجريمة.

2- العنصر المعنوي: ويتمثل في التحريض على ارتكاب الجريمة، ويعني دفع شخص آخر للقيام بفعل مخالف للقانون.

3- العنصر العاطفي: وله دور في الجريمة، حيث يتضمن الأثر النفسي الذي يتركه التحريض على ارتكاب الجريمة على المحرض وعلى الشخص الذي تم تحريضه.

4- العنصر الزمني: ويتمثل في أن يتم القبض على المحرض وتمهيداً للتحقيق والمحاكمة يجب أن يكون التحريض قد وقع بدأ من نهاية القانون والمرسومين الحاكمين في الجرم لإثبات تهمة التحريض.

5- العنصر المكاني: ويتمثل في أن يجب أن يكون التحريض قد جرى داخل الدولة وتحديداً داخل دائرة السيادة القضائية والنيابة العامة المختصة بهذه الجريمة.

كيف يتم اثبات التحريض؟

كيف يتم إثبات التحريض؟ فهذا ما سنتعرف عليه من خلال مجموعة من الحقائق.

  •  العنصر المادي: يتعين على المدعي العام والشرطة إثبات وجود تحريض حقيقي يشير إلى أن المتهم كان يحث الشخص الآخر على ارتكاب جريمة، سواء عن طريق الكلام أو التنظيم.
  •  العنصر المعنوي: يجب توافر النية والعزم لدى المحرض على استقطاب من حرضهم للقيام بالجريمة، إذ أن غياب التحريض لا يعد جريمة.
  •  الاتصال: يجب أن يكون هناك تواصل بين المحرض والشخص الآخر المحرض عليه، ويمكن إثبات ذلك من خلال الرسائل والمكالمات الهاتفية وغيرها من الوسائل.
  • السياق: يتعين على النيابة العامة تحليل السياق الذي يحدث فيه التحريض وما يدفع المحرض إلى هذا السلوك، حتى يتم الحكم عليه بشكل صحيح.
  • المخاطر: عند قيام المحرض بإثارة العنف والفوضى، فإن هذا يعد أدلة قوية على وجود التحريض، حيث يمكن القول بأنه كان يعرف بشكل واضح تأثير كلماته على الآخرين.
  • الدوافع: في بعض الأحيان، يحتوي التحريض على دوافع سياسية أو دينية أو عرقية، ويجب أن يتم تحليل هذه الدوافع لفهم التحريض بشكل أفضل.
  • سجل السلوك: يتم جمع أدلة على سجل سلوك المحرض وتحليله لتحديد ما إذا كان يشجع على الجرائم مسبقاً.

بالنظر إلى المعايير السابقة، يتم إثبات التحريض بدقة وعلمية، وحتى يتم الحكم عليه بشكل صحيح.

عقوبة جريمة التحريض في القانون

تختلف عقوبة التحريض على الجرائم بين النظام القضائي لكل دولة، حيث تفرض عقوبات مختلفة على المحرضين على حسب نظامها. في النظام السعودي، يتم إدانة المحرضين بالأشغال المؤبدة أو مدة تتراوح بين 20 و 25 سنة في حال كانت العقوبة الأصلية هي الإعدام. بينما يرى القانون المصري أن عقوبة التحريض على القتل فيه بتطبيق نفس عقوبة القاتل على المحرض الذي قدَّم رموزًا أو إشارات لارتكاب الجريمة. ويعتبر التحريض في القانون الجنائي تشجيع شخص آخر على الارتكاب بجريمة، ويختلف ذلك وفقًا للولاية القضائية التي ينتمي إليها المُحرض. لذلك، يتوجب على المجتمع القانوني الالتزام بتطبيق العقوبات الواجبة على كل من يشجع على ارتكاب الجرائم.

جريمة التحريض في القانون العراقي

تُعَدّ جريمة التّحريض من الجرائم الخطيرة في القانون العراقي، وقد نصّت المادة 440 من قانون العقوبات العراقي على أنّ المُحْرِض يُعدّ شريكاً في الجريمة، وبما أنّ الجاني والمُحْرِض يحملان مسؤوليةً تامّةً عن الجريمة الّتي يتعلّقان بها، يكون هنالك تعامل قانوني صارم مع هذه الجريمة. وبحسب المادة 48 من قانون العقوبات العراقي، يتحمّل المُحْرِضُ عقوبة الشريك في الجريمة، بينما تكون عقوبة الجاني نفسه إذا كانت الجريمة تستوجب الإعدام. يُعَدّ التّحريض من بين الأفعال الخادعة والغادرة لدفع أشخاص آخرين للقيام بجرائم أخرى، وهو يُصْنَّف كجريمة قائمة بذاتها بحسب التشريع العراقي المُقارن، كما أنّ التحريض يمكن أن يكون مسبباً مسبقاً أو معاصراً للجريمة، ويتمّ العمل معه بحسب ما تنصّ عليه المواد 405 و406 من قانون العقوبات العراقي. في الآونة الأخيرة، أصبحت جرائم التحريض على الجرائم الإرهابية باستخدام وسائل التقنية الحديثة من الأمور المثيرة للقلق في العديد من الدول، ولكن كما هو معتاد في القانون العراقي، فإن المُحْرِض يبقى مسؤولاً جنائياً عن جريمة التحريض على عكس بعض القوانين في بلدان أخرى.

جريمة التحريض في القانون السعودي

تتضمن النظام السعودي عقوبة تحريض على الجريمة في حالة عدم وجود تقنين وتنظيم حول عقوبة الجريمة المذكورة. يتم تحديد العقوبة وفقًا للجريمة التي يتم تحريض الشخص عليها وتختلف مدة العقوبات بناء على الجريمة. في حالة تحريض الشخص على جريمة تستوجب الإعدام، يتم معاقبة المحرض بالأشغال المؤبدة أو الأشغال بين 20 إلى 25 سنة، كما يمكن توقيع نفس العقوبة على المحرض. بشأن جريمة التحرش، يتعرض المخالف للسجن مدة تصل إلى عامين وغرامة مالية لا تتجاوز 100 ألف ريال، مع تشدد العقوبة إلى السجن لمدة تصل إلى 5 سنوات وغرامة مالية لا تزيد عن 300 ألف ريال، مع نشر الحكم بعد صدوره. ينص القانون السعودي على عدم وجود تعريف واضح لمفهوم التحريض، وتنص العقوبات على أن تبقى تبعة المحرض مستقلة عن تبعة الشخص الذي قام بارتكاب الجريمة التي تم تحريضه عليها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *