الأثر الرجعي

الأثر الرجعي في القانون وعدم جواز تطبيق القانون بأثر رجعي

الأثر الرجعي في القانون وعدم جواز تطبيق القانون بأثر رجعي , الأثر الرجعي في القانون هو مفهوم قانوني يستدعي اهتمام العديد من الباحثين والمحامين، حيث يمثل تطورًا أساسيًا في منهجية التفسير القانوني وكيفية فهم النصوص القانونية. يعبر هذا المفهوم عن تأثير الأحداث والتطورات التاريخية والاجتماعية على تفسير القوانين وتطبيقها، ويسلط الضوء على الدور الحيوي للزمن والسياق في تفسير النصوص القانونية.
إن مفهوم الأثر الرجعي يتعارض بشكل أساسي مع النظرة التقليدية للقانون، حيث كان يُعتقد سابقًا أن القوانين يجب تفسيرها بناءً على نصوصها الحرفية دون النظر إلى سياقها التاريخي أو الاجتماعي. ومع ذلك، أظهر الأثر الرجعي أن التفسير القانوني ليس أمرًا ثابتًا وثابتًا، بل يتغير ويتطور مع تغير الزمن والظروف.
سيتم في هذا المقال استكشاف مفهوم الأثر الرجعي بمزيد من التفصيل، بالإضافة إلى تسليط الضوء على كيفية تأثيره على تطور القانون والمفاهيم القانونية. سنناقش الأمثلة العملية لكيفية تطبيق هذا المفهوم في مجالات متعددة من القانون، وكيف يمكن أن يساهم في فهم أفضل للتغيرات القانونية وتحسين تفسير النصوص القانونية.
إن الأثر الرجعي يمثل تحولًا مهمًا في الفهم القانوني، حيث يسلط الضوء على الأبعاد الديناميكية للقانون وكيفية تكييفه مع احتياجات وتطلعات المجتمع في مختلف العصور. يعزز هذا المفهوم من مرونة النظام القانوني ويسهم في تطوير العدالة والتكيف مع التحديات الجديدة التي تواجه المجتمعات في العصر الحديث.

معنى الأثر الرجعي:

في اللغة العربية، يُعرف الأثر بأنه “ما يترتب على الشيء من نتيجة أو عاقبة”. أما الرجعي فهو “المتأخر عن غيره”.

وبناءً على ذلك، فإن الأثر الرجعي يعني “ما يترتب على الشيء من نتيجة أو عاقبة بعد انتهاء ذلك الشيء”.

وفي القانون، يُعرف الأثر الرجعي بأنه “تطبيق القانون الجديد على الوقائع والتصرفات السابقة على تاريخ نفاذه”.

ويقصد بذلك أن القانون الجديد يسري على الوقائع والتصرفات التي تمت قبل تاريخ نفاذه، وذلك بهدف تحقيق العدالة والاستقرار القانوني.

ومثال ذلك أن يصدر قانون جديد ينص على تخفيض عقوبة معينة، فإن هذا القانون يسري على الوقائع والتصرفات التي تم ارتكابها قبل تاريخ نفاذه، وذلك حتى يستفيد المتهمون الذين ارتكبوا هذه الوقائع من التخفيض.

وهناك بعض الحالات التي لا يسري فيها الأثر الرجعي للقانون، مثل:

العقوبات الجنائية: فلا يجوز تطبيق قانون جديد يخفف العقوبة على جريمة ارتكبت قبل تاريخ نفاذه، وذلك حماية للحق العام.
العقود: فلا يجوز تطبيق قانون جديد يغير من أحكام العقد على العقد الذي تم إبرامه قبل تاريخ نفاذه، وذلك حماية للمراكز القانونية التي نشأت في ظل القانون القديم.

وبشكل عام، فإن الأثر الرجعي للقانون هو مبدأ أساسي في القانون، إلا أنه هناك بعض الحالات التي لا يسري فيها هذا المبدأ، وذلك لأسباب تتعلق بالعدالة والاستقرار القانوني.

عدم جواز تطبيق القانون بأثر رجعي:

يُعد مبدأ عدم جواز تطبيق القانون بأثر رجعي من المبادئ الأساسية في القانون، وهو يُقصد به أن القانون لا يسري على الوقائع والتصرفات التي تمت قبل تاريخ نفاذه.

وذلك لأن تطبيق القانون بأثر رجعي قد يُؤدي إلى:

  • الظلم: حيث قد يؤدي إلى تطبيق عقوبة أو جزاء على شخص لم يكن يعلم أنه يرتكبه عندما ارتكب الفعل، وذلك في حالة صدور قانون جديد ينص على عقوبة أو جزاء جديدين على الفعل الذي ارتكبه الشخص.
  • الاضطراب القانوني: حيث قد يؤدي إلى عدم استقرار الأوضاع القانونية، وذلك في حالة صدور قانون جديد يغير من أحكام العقد أو الالتزام الذي تم إبرامه قبل تاريخ نفاذه.

وبناءً على ذلك، فإن القانون لا يسري بأثر رجعي إلا في بعض الحالات التي يقتضيها تحقيق العدالة، مثل:

  • العقوبات الجنائية: فلا يجوز تطبيق قانون جديد يخفف العقوبة على جريمة ارتكبت قبل تاريخ نفاذه، وذلك حماية للحق العام.
  • التشريعات التي تسري على الوقائع المادية: مثل قانون الشهر العقاري، حيث يسري هذا القانون على العقارات التي تم تسجيلها قبل تاريخ نفاذه، وذلك حتى تُثبت ملكية أصحابها لها.

وفي القانون المصري، نصت المادة (15) من القانون المدني على أن “لا يجوز تطبيق القانون بأثر رجعي إلا إذا كان أصلح للمتهم”.

وذلك يعني أن القانون لا يجوز تطبيقه بأثر رجعي إلا في حالة إذا كان يحقق مصلحة للمتهم أو المحكوم عليه، وذلك مثل حالة صدور قانون جديد ينص على تخفيض العقوبة على جريمة ارتكبها المتهم قبل تاريخ نفاذه.

وفيما يلي بعض الأمثلة على عدم جواز تطبيق القانون بأثر رجعي:

  • لا يجوز تطبيق قانون جديد ينص على زيادة مدة العقوبة على جريمة ارتكبت قبل تاريخ نفاذه.
  • لا يجوز تطبيق قانون جديد ينص على إلغاء حق عيني تم اكتسابه قبل تاريخ نفاذه.
  • لا يجوز تطبيق قانون جديد ينص على تعديل أحكام العقد الذي تم إبرامه قبل تاريخ نفاذه.

وبشكل عام، فإن مبدأ عدم جواز تطبيق القانون بأثر رجعي هو مبدأ أساسي في القانون، ويهدف إلى تحقيق العدالة والاستقرار القانوني.

الأثر الرجعي في العقود:

تُعد العقود من أهم مصادر القانون، حيث تُنظم العلاقات بين الأفراد والجماعات.

وبناءً على ذلك، فإن القانون يحرص على حماية المراكز القانونية التي نشأت في ظل القانون القديم، وذلك من خلال عدم جواز تطبيق القانون الجديد بأثر رجعي على العقود التي تم إبرامها قبل تاريخ نفاذه.

وذلك لأن تطبيق القانون الجديد بأثر رجعي قد يُؤدي إلى:

الظلم: حيث قد يؤدي إلى إبطال العقد أو تعديل أحكامه، مما قد يضر بأحد طرفي العقد أو كليهما.
الاضطراب القانوني: حيث قد يؤدي إلى عدم استقرار الأوضاع القانونية، وذلك في حالة صدور قانون جديد يغير من أحكام العقد أو الالتزام الذي تم إبرامه قبل تاريخ نفاذه.

وبناءً على ذلك، فإن الأصل هو أن القانون الجديد لا يسري على العقود التي تم إبرامها قبل تاريخ نفاذه، إلا في بعض الحالات التي يقتضيها تحقيق العدالة، مثل:

  • العقود التي تضمنت شرطًا صريحًا يقضي بتطبيق القانون الجديد بأثر رجعي.
  • العقود التي تضمنت شرطًا صريحًا يقضي بإمكانية تعديل أحكامها بموجب القانون الجديد.
  • العقود التي تضمنت شرطًا صريحًا يقضي بإمكانية فسخها أو إنهائها بموجب القانون الجديد.

وفيما يلي بعض الأمثلة على الأثر الرجعي في العقود:

  • إذا صدر قانون جديد ينص على إلغاء حق امتياز معين، فإن هذا القانون لا يسري على العقود التي تم إبرامها قبل تاريخ نفاذه، وذلك حماية للمراكز القانونية التي نشأت في ظل القانون القديم.
  • إذا صدر قانون جديد ينص على زيادة مدة العقد، فإن هذا القانون لا يسري على العقود التي تم إبرامها قبل تاريخ نفاذه، وذلك لأن زيادة المدة قد تضر بأحد طرفي العقد.

وبشكل عام، فإن الأثر الرجعي في العقود هو استثناء من الأصل العام، ولا يجوز تطبيقه إلا في الحالات التي يقتضيها تحقيق العدالة.

الاستثناءات الواردة على مبدأ عدم رجعية القوانين:

يُعد مبدأ عدم رجعية القوانين من المبادئ الأساسية في القانون، وهو يُقصد به أن القانون لا يسري على الوقائع والتصرفات التي تمت قبل تاريخ نفاذه.

ولكن هناك بعض الاستثناءات الواردة على هذا المبدأ، وذلك لأسباب تتعلق بالعدالة والاستقرار القانوني.

وذلك لأن هذه التشريعات تتعلق بوقائع مادية ثابتة، ولا يجوز تغيير آثارها إلا بقانون جديد.

العقود التي تضمنت شرطًا صريحًا يقضي بتطبيق القانون الجديد بأثر رجعي.

وذلك لأن الأطراف قد وافقوا صراحة على تطبيق القانون الجديد على العقد، وبالتالي فلا يجوز حرمانهم من هذه الموافقة.

العقود التي تضمنت شرطًا صريحًا يقضي بإمكانية تعديل أحكامها بموجب القانون الجديد.

وذلك لأن الأطراف قد وافقوا صراحة على إمكانية تعديل أحكام العقد بموجب القانون الجديد، وبالتالي فلا يجوز حرمانهم من هذه الموافقة.

العقود التي تضمنت شرطًا صريحًا يقضي بإمكانية فسخها أو إنهائها بموجب القانون الجديد.

وذلك لأن الأطراف قد وافقوا صراحة على إمكانية فسخ العقد أو إنهائه بموجب القانون الجديد، وبالتالي فلا يجوز حرمانهم من هذه الموافقة.

القوانين التي تهدف إلى حماية النظام العام أو الآداب العامة.

وذلك لأن هذه القوانين تتعلق بمصالح عامة، ولا يجوز التنازل عنها لصالح الأفراد.

القوانين التي تهدف إلى حماية حقوق الضعفاء.

وذلك لأن هذه القوانين تسعى إلى تحقيق العدالة الاجتماعية، وحماية حقوق الفئات الضعيفة.

وبشكل عام، فإن الاستثناءات الواردة على مبدأ عدم رجعية القوانين هي استثناءات قليلة، وذلك حرصًا على حماية المراكز القانونية التي نشأت في ظل القانون القديم.

عدم رجعية القانون الجنائي:

يُعد مبدأ عدم رجعية القانون الجنائي من المبادئ الأساسية في القانون الجنائي، وهو يُقصد به أن القانون الجنائي لا يسري على الوقائع والتصرفات التي تمت قبل تاريخ نفاذه.
وبناءً على ذلك، فإن القانون الجنائي لا يسري بأثر رجعي إلا في حالة واحدة، وهي:

إذا كان القانون الجديد يخفف العقوبة على الجريمة، ففي هذه الحالة يسري القانون الجديد على الجريمة، وذلك حماية للمتهم.
وذلك لأن الغاية من العقوبة الجنائية هي تحقيق العدالة، وحماية المجتمع من الجريمة، ولذلك فلا يجوز أن تُطبق عقوبة أشد من تلك التي كانت مقررة وقت ارتكاب الجريمة.

ومثال ذلك أن يصدر قانون جديد ينص على تخفيض عقوبة السرقة من السجن لمدة خمس سنوات إلى السجن لمدة سنتين، فإن هذا القانون يسري على الجرائم التي ارتكبت قبل تاريخ نفاذه، وذلك حتى يستفيد المتهمون الذين ارتكبوا هذه الجرائم من التخفيض.

وبشكل عام، فإن مبدأ عدم رجعية القانون الجنائي هو مبدأ أساسي في القانون الجنائي، ويهدف إلى تحقيق العدالة والاستقرار القانوني.

المطالبة بأثر رجعي:

تُعد المطالبة بأثر رجعي هي المطالبة بتطبيق القانون الجديد على الوقائع والتصرفات التي تمت قبل تاريخ نفاذه.

وبشكل عام، فإن المطالبة بأثر رجعي هي أمر غير جائز، وذلك حرصًا على حماية المراكز القانونية التي نشأت في ظل القانون القديم.

ولكن هناك بعض الاستثناءات الواردة على هذا المبدأ، وذلك لأسباب تتعلق بالعدالة والاستقرار القانوني.

وفيما يلي بعض الأمثلة على المطالبة بأثر رجعي:

  • إذا صدر قانون جديد ينص على تخفيض عقوبة السرقة، فإن المتهم الذي أدين بالسرقة قبل نفاذ القانون الجديد، يجوز له المطالبة بتطبيق القانون الجديد بأثر رجعي، وذلك لتخفيض العقوبة التي صدرت ضده.
  • إذا صدر قانون جديد ينص على إلغاء حق امتياز معين، فإن صاحب الحق الذي اكتسبه قبل نفاذ القانون الجديد، يجوز له المطالبة بتطبيق القانون القديم بأثر رجعي، وذلك للحفاظ على حقه.
  • إذا صدر قانون جديد ينص على تعديل أحكام العقد، فإن الأطراف في العقد، يجوز لهم المطالبة بتطبيق القانون الجديد بأثر رجعي، وذلك إذا وافقوا صراحة على ذلك.

راتب بأثر رجعي:

يُقصد بالراتب بأثر رجعي هو الأجر الذي يستحقه الموظف عن فترة عمل سابقة، وذلك بسبب خطأ في حساب أجره أو بسبب صدور قانون جديد ينص على زيادة في الأجور.

وبشكل عام، فإن الراتب بأثر رجعي هو أمر جائز، ويجوز للموظف المطالبة به، وذلك في الحالات التالية:

إذا كان الخطأ في حساب أجر الموظف راجعًا إلى صاحب العمل، فإن الموظف يستحق المطالبة بأجره بأثر رجعي.
وذلك لأن صاحب العمل هو المسؤول عن حساب أجر الموظف، فإذا أخطأ في حسابه، فإن الموظف يستحق الأجر الذي يستحقه بالفعل، وذلك حتى لا يحرم من حقه.

إذا صدر قانون جديد ينص على زيادة في الأجور، فإن الموظف يستحق المطالبة بزيادة أجره بأثر رجعي.
وذلك لأن القانون الجديد يسري على جميع العمال، بما في ذلك الموظف الذي صدر القانون بعد انتهاء فترة عمله، وذلك حتى يستفيد من الزيادة التي أقرها القانون.

وفيما يلي بعض الأمثلة على الراتب بأثر رجعي:

  • إذا أخطأ صاحب العمل في حساب أجر الموظف، ودفع له أجرًا أقل من الأجر الذي يستحقه، فإن الموظف يستحق المطالبة بأجره بأثر رجعي، وذلك حتى يحصل على الأجر الذي يستحقه بالفعل.
  • إذا صدر قانون جديد ينص على زيادة في الأجور بنسبة 10٪، فإن الموظف الذي كان يتقاضى أجرًا قدره 1000 جنيه قبل صدور القانون، يستحق المطالبة بزيادة أجره بأثر رجعي، وذلك بواقع 10٪ من أجره، أي أن الموظف يستحق زيادة قدرها 100 جنيه، وبالتالي يستحق أجرًا قدره 1100 جنيه بأثر رجعي.

كيف يتم احتساب الأثر الرجعي؟

يتم احتساب الأثر الرجعي وفقًا للقواعد التالية:

يتم احتساب الأثر الرجعي من تاريخ نفاذ القانون الجديد.
وذلك لأن القانون الجديد هو الذي يحدد القواعد التي يتم تطبيقها على الوقائع والتصرفات التي تمت بعد تاريخ نفاذه.

يتم احتساب الأثر الرجعي على أساس القواعد التي ينص عليها القانون الجديد.
وذلك لأن القانون الجديد هو الذي يحدد الحقوق والواجبات التي تنشأ عن الوقائع والتصرفات التي تمت بعد تاريخ نفاذه.

يتم احتساب الأثر الرجعي على أساس الأرقام والقيم التي كانت قائمة في تاريخ نفاذ القانون الجديد.
وذلك لأن القانون الجديد هو الذي يحدد الأرقام والقيم التي يتم تطبيقها على الوقائع والتصرفات التي تمت بعد تاريخ نفاذه.

وفيما يلي بعض الأمثلة على كيفية احتساب الأثر الرجعي:

  • إذا صدر قانون جديد ينص على زيادة في الأجور بنسبة 10٪، فإن الموظف يستحق زيادة أجره بأثر رجعي، وذلك بواقع 10٪ من أجره، أي أن الموظف يستحق زيادة قدرها 100 جنيه، وبالتالي يستحق أجرًا قدره 1100 جنيه بأثر رجعي، وذلك من تاريخ نفاذ القانون الجديد.
  • إذا صدر قانون جديد ينص على إلغاء حق امتياز معين، فإن صاحب الحق الذي اكتسبه قبل نفاذ القانون الجديد، يستحق الحفاظ على حقه، وذلك حتى تاريخ نفاذ القانون الجديد.
  • إذا صدر قانون جديد ينص على تعديل أحكام العقد، فإن الأطراف في العقد، يجوز لهم المطالبة بتطبيق القانون الجديد بأثر رجعي، وذلك إذا وافقوا صراحة على ذلك.

سريان القانون بأثر رجعي:

يُقصد بسريان القانون بأثر رجعي هو تطبيق القانون الجديد على الوقائع والتصرفات التي تمت قبل تاريخ نفاذه.

وبشكل عام، فإن سريان القانون بأثر رجعي هو أمر غير جائز، وذلك حرصًا على حماية المراكز القانونية التي نشأت في ظل القانون القديم.

وذلك لأن تطبيق القانون الجديد بأثر رجعي قد يُؤدي إلى:

  • الظلم: حيث قد يؤدي إلى تطبيق عقوبة أو حكم على شخص لم يكن يعلم أنه يرتكبه عندما ارتكب الفعل، وذلك في حالة صدور قانون جديد ينص على عقوبة جديدة أو حكم جديد على الفعل الذي ارتكبه الشخص.
  • الاضطراب القانوني: حيث قد يؤدي إلى عدم استقرار الأوضاع القانونية، وذلك في حالة صدور قانون جديد يغير من أحكام العقوبة أو الجزاء على الجريمة أو التصرف.

حيث يسري هذا القانون على العقارات التي تم تسجيلها قبل تاريخ نفاذه، وذلك حتى تُثبت ملكية أصحابها لها.

وذلك لأن هذه التشريعات تتعلق بوقائع مادية ثابتة، ولا يجوز تغيير آثارها إلا بقانون جديد.

العقود التي تضمنت شرطًا صريحًا يقضي بتطبيق القانون الجديد بأثر رجعي.
وذلك لأن الأطراف قد وافقوا صراحة على تطبيق القانون الجديد على العقد، وبالتالي فلا يجوز حرمانهم من هذه الموافقة.

القوانين التي تهدف إلى حماية النظام العام أو الآداب العامة.
وذلك لأن هذه القوانين تتعلق بمصالح عامة، ولا يجوز التنازل عنها لصالح الأفراد.

القوانين التي تهدف إلى حماية حقوق الضعفاء.
وذلك لأن هذه القوانين تسعى إلى تحقيق العدالة الاجتماعية، وحماية حقوق الفئات الضعيفة.

وبشكل عام، فإن سريان القانون بأثر رجعي هو استثناء من الأصل العام، ولا يجوز تطبيقه إلا في الحالات التي يقتضيها تحقيق العدالة أو الاستقرار القانوني.

وفيما يلي بعض الأمثلة على سريان القانون بأثر رجعي:

  • إذا صدر قانون جديد ينص على تخفيض عقوبة السرقة، فإن المتهم الذي أدين بالسرقة قبل نفاذ القانون الجديد، يجوز له المطالبة بتطبيق القانون الجديد بأثر رجعي، وذلك لتخفيض العقوبة التي صدرت ضده.
  • إذا صدر قانون جديد ينص على إلغاء حق امتياز معين، فإن صاحب الحق الذي اكتسبه قبل نفاذ القانون الجديد، يجوز له المطالبة بتطبيق القانون القديم بأثر رجعي، وذلك للحفاظ على حقه.
  • إذا صدر قانون جديد ينص على تعديل أحكام العقد، فإن الأطراف في العقد، يجوز لهم المطالبة بتطبيق القانون الجديد بأثر رجعي، وذلك إذا وافقوا صراحة على ذلك.

مبدأ عدم الرجعية على ما تم من إجراءات:

مبدأ عدم الرجعية على ما تم من إجراءات هو أحد المبادئ الأساسية في القانون، ويُقصد به أن القانون الجديد لا يسري على الإجراءات التي تم اتخاذها قبل تاريخ نفاذه.

وذلك لأن تطبيق القانون الجديد على الإجراءات التي تم اتخاذها قبل تاريخ نفاذه قد يُؤدي إلى:

  • الظلم: حيث قد يؤدي إلى تطبيق عقوبة أو حكم على شخص لم يكن يعلم أنه يرتكبه عندما اتخذت الإجراءات ضده، وذلك في حالة صدور قانون جديد ينص على عقوبة جديدة أو حكم جديد على الفعل الذي ارتكبه الشخص.
  • الاضطراب القانوني: حيث قد يؤدي إلى عدم استقرار الأوضاع القانونية، وذلك في حالة صدور قانون جديد يغير من أحكام العقوبة أو الجزاء على الجريمة أو التصرف.

وبناءً على ذلك، فإن الأصل هو أن القانون الجديد لا يسري على الإجراءات التي تم اتخاذها قبل تاريخ نفاذه، إلا في بعض الحالات التي يقتضيها تحقيق العدالة، مثل:

الإجراءات الجنائية: فلا يجوز تطبيق قانون جديد يخفف العقوبة على جريمة تمت الإجراءات بشأنها قبل تاريخ نفاذه، وذلك حماية للمتهم.
وذلك لأن الغاية من العقوبة الجنائية هي تحقيق العدالة، وحماية المجتمع من الجريمة، ولذلك فلا يجوز أن تُطبق عقوبة أشد من تلك التي كانت مقررة وقت ارتكاب الجريمة.

الإجراءات التي تتعلق بحقوق مكتسبة: مثل إجراءات التملك العقاري، حيث لا يجوز تطبيق قانون جديد يغير من شروط التملك العقاري على الإجراءات التي تم اتخاذها قبل تاريخ نفاذه، وذلك لحماية حقوق الأشخاص الذين اكتسبوا حقوقًا عقارية بموجب القانون القديم.

وذلك لأن هذه الإجراءات تتعلق بحقوق مكتسبة، ولا يجوز حرمان الأشخاص من هذه الحقوق إلا بقانون جديد.

الإجراءات التي تتعلق بمصالح عامة: مثل إجراءات حماية البيئة، حيث يجوز تطبيق قانون جديد يشدد العقوبات على المخالفات البيئية على الإجراءات التي تم اتخاذها قبل تاريخ نفاذه، وذلك لحماية البيئة.

وذلك لأن هذه الإجراءات تتعلق بمصالح عامة، ولا يجوز التنازل عنها لصالح الأفراد.

في الختام، يمكن القول إن الأثر الرجعي في القانون هو مفهوم قانوني مهم يمتزج فيه التاريخ والسياق مع النصوص القانونية لفهم أعمق وأوسع للقوانين والمفاهيم القانونية. يعكس هذا المفهوم تطور القانون كجزء من تطور المجتمع، وكيفية تكييفه مع التحديات والتغيرات الاجتماعية.
على مر الزمن، أصبح من الواضح أن القانون ليس مجرد مجموعة من النصوص الثابتة، بل إنه يتجدد ويتطور ليلبي احتياجات المجتمع وتطلعاته. الأثر الرجعي يساعد في تحقيق هذا التوازن بين الاستقرار والتطور، ويعزز من مرونة القانون وقدرته على مواكبة التغيرات.
إن فهم الأثر الرجعي يساعدنا في تقدير تأثير السياق والزمن على التفسير القانوني وتطبيقه. وبهذا، نترك الباب مفتوحًا أمام استمرار البحث والنقاش حول هذا المفهوم المهم في عالم القانون، مع الاعتراف بأهميته في تحقيق العدالة وتطوير النظم القانونية في مجتمعاتنا المتغيرة باستمرار.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *