ريمة الصرف

تعريف جريمة الصرف وعقوبتها و2 من أركانها في القانون

تعريف جريمة الصرف وعقوبتها و2 من أركانها في القانون , جريمة الصرف هي إحدى الجرائم المالية التي تثير اهتمام القانون وتمثل خرقًا للثقة والنظام المالي. تعد هذه الجريمة من الأنواع الخطيرة التي تؤثر سلبًا على الاقتصاد والمجتمع، وتستوجب تدابير قانونية صارمة للحد من انتشارها ومحاسبة المرتكبين.
يهدف هذا المقال إلى استكشاف تعريف جريمة الصرف وفهم طبيعتها وآثارها، بالإضافة إلى التركيز على أهمية مكافحتها وتداعياتها على المجتمع والاقتصاد. سنسلط الضوء على أنواع الصرف وكيفية ارتكابها، بالإضافة إلى العوامل التي تؤدي إلى تفشي هذه الجريمة وكيفية الوقاية منها.
يعتبر فهم جريمة الصرف ضروريًا للمحافظة على سلامة النظام المالي وضمان استقرار الاقتصاد. لذا، سيكون تحليل مفصل لهذه الجريمة وتداعياتها ضروريًا لفهم أهمية اتخاذ التدابير اللازمة لمكافحتها والحد من انتشارها في المجتمعات.

تعريف جريمة الصرف:

جريمة الصرف هي كل فعل مخالف للقوانين والأنظمة التي تنظم التعامل بالعملات الأجنبية وحركة رؤوس الأموال من وإلى الخارج.

تشمل جرائم الصرف ما يلي:

شراء أو بيع أو تصدير أو استيراد العملات الأجنبية دون الحصول على ترخيص من الجهات المختصة.
التعامل بالعملات الأجنبية خارج السوق الرسمي.
إخفاء أو تهريب العملات الأجنبية.
غسل الأموال.
تمويل الإرهاب.

أهداف مكافحة جرائم الصرف:

حماية الاقتصاد الوطني.
ضمان استقرار سعر العملة الوطنية.
منع تمويل الإرهاب وغسل الأموال.
الحفاظ على النظام العام.

جهود مكافحة جرائم الصرف:

تُصدر الدول قوانين وتشريعات لمكافحة جرائم الصرف.
تُنشئ الدول وحدات متخصصة لمكافحة جرائم الصرف.
تُتعاون الدول مع بعضها البعض لتبادل المعلومات ومكافحة جرائم الصرف.

عقوبة جريمة الصرف:

تختلف عقوبة جريمة الصرف حسب نوع الجريمة وخطورتها، وقد تصل إلى السجن والغرامة المالية.

أمثلة على عقوبات جرائم الصرف:

شراء أو بيع أو تصدير أو استيراد العملات الأجنبية دون الحصول على ترخيص من الجهات المختصة: قد يعاقب بالسجن لمدة لا تقل عن سنة ولا تزيد على خمس سنوات، وبغرامة لا تقل عن خمسة أضعاف قيمة العملات الأجنبية محل الجريمة.

التعامل بالعملات الأجنبية خارج السوق الرسمي: قد يعاقب بالسجن لمدة لا تقل عن ستة أشهر ولا تزيد على ثلاث سنوات، وبغرامة لا تقل عن ثلاثة أضعاف قيمة العملات الأجنبية محل الجريمة.

إخفاء أو تهريب العملات الأجنبية: قد يعاقب بالسجن لمدة لا تقل عن سنة ولا تزيد على خمس سنوات، وبغرامة لا تقل عن خمسة أضعاف قيمة العملات الأجنبية محل الجريمة.

غسل الأموال: قد يعاقب بالسجن لمدة لا تقل عن خمس سنوات ولا تزيد على عشر سنوات، وبغرامة لا تقل عن خمسة أضعاف قيمة الأموال محل الجريمة.

تمويل الإرهاب: قد يعاقب بالسجن المؤبد أو السجن لمدة لا تقل عن خمسة عشر سنة، وبغرامة لا تقل عن خمسة أضعاف قيمة الأموال محل الجريمة.

عوامل تشدد العقوبة:

  • تكرار ارتكاب الجريمة.
  • ارتكاب الجريمة من قبل جماعة منظمة.
  • ارتكاب الجريمة في زمن الحرب أو الكوارث الطبيعية.

عوامل تخفيف العقوبة:

  • اعتراف المتهم بارتكاب الجريمة.
  • تعاون المتهم مع السلطات في التحقيقات.
  • عدم وجود سوابق جنائية للمتهم.

قانون الصرف الجزائري:

يتضمن قانون الصرف الجزائري مجموعة من القوانين والأنظمة التي تنظم التعامل بالعملات الأجنبية وحركة رؤوس الأموال من وإلى الخارج.

أهم قوانين الصرف الجزائري:

قانون النقد والمصرفي: يُنظم هذا القانون عمل بنك الجزائر ويحدد صلاحياته وعملياته، كما ينظم تكوين وصلاحيات المجلس النقدي والمصرفي.
الأمر رقم 96-22 المؤرخ في 23 صفر عام 1417 الموافق 9 يوليو سنة 1996: يُعاقب هذا الأمر على مخالفة التشريع والتنظيم الخاصين بالصرف وحركة رؤوس الأموال من وإلى الخارج.
المرسوم التنفيذي رقم 11-35 المؤرخ في 24 صفر عام 1432 الموافق 29 يناير سنة 2011: يُحدد هذا المرسوم شروط وكيفيات إجراء المصالحة في مجال مخالفة التشريع والتنظيم الخاصين بالصرف وحركة رؤوس الأموال من وإلى الخارج.

أهداف قانون الصرف الجزائري:

حماية الاقتصاد الوطني.
ضمان استقرار سعر العملة الوطنية.
منع تمويل الإرهاب وغسل الأموال.
الحفاظ على النظام العام.

المؤسسات المسؤولة عن تطبيق قانون الصرف الجزائري:

بنك الجزائر: هو المؤسسة الرئيسية المسؤولة عن تطبيق قانون الصرف الجزائري.
وزارة المالية: تُشارك وزارة المالية في تطبيق قانون الصرف الجزائري من خلال إصدار اللوائح والقرارات التنفيذية.
الجمارك: تُشارك الجمارك في تطبيق قانون الصرف الجزائري من خلال مراقبة حركة العملات الأجنبية عبر الحدود.

قانون الصرف في الأوراق التجارية:

قانون الصرف هو مجموعة من القواعد القانونية التي تنظم إنشاء وتداول وفاء الأوراق التجارية.

الأوراق التجارية: هي سندات قابلة للتداول تُستخدم لتسهيل المعاملات التجارية.

أهم أنواع الأوراق التجارية:

1. السند لأمر: هو سند يتضمن تعهدًا بدفع مبلغ من المال لأمر شخص معين أو لحامله.
2. الكمبيالة: هي سند يتضمن أمرًا بدفع مبلغ من المال من شخص لآخر.
3. الشيك: هو أمرٌ من شخصٍ لآخر بتسليم مبلغ من المال من حسابه في البنك.

خصائص الالتزام الصرفي:

1. الاستقلالية: لا يعتمد الالتزام الصرفي على الالتزام الأساسي الذي أدى إلى إنشاء الورقة التجارية.
2. التجريد: لا يجوز للمُصدر أن يتمسك بدفوعه ضد الحامل حسن النية.
3. التداول: يمكن تداول الورقة التجارية بالتظهير.

أحكام قانون الصرف:

شروط إنشاء الورقة التجارية: يجب أن تتضمن الورقة التجارية البيانات الشكلية والموضوعية التي حددها القانون.
تداول الورقة التجارية: يمكن تداول الورقة التجارية بالتظهير.
وفاء الورقة التجارية: يجب على المصدر وفاء الورقة التجارية عند حلول أجلها.
الضمانات: يمكن ضمان الورقة التجارية بالكفالة أو الرهن.
الاحتجاج: هو إجراء قانوني يُتخذ في حالة عدم وفاء الورقة التجارية.

أركان جريمة الصرف:

تقسم أركان جريمة الصرف إلى ركنين أساسيين:

1. الركن المادي:

يتكون الركن المادي من عنصرين:

  • السلوك الإجرامي: وهو الفعل المادي الذي يُشكل مخالفة للقوانين والأنظمة التي تنظم التعامل بالعملات الأجنبية وحركة رؤوس الأموال من وإلى الخارج.
  • النتيجة الجرمية: وهي الضرر الذي ينتج عن السلوك الإجرامي، مثل الإضرار بالاقتصاد الوطني أو زعزعة استقرار سعر العملة الوطنية.

أمثلة على السلوك الإجرامي في جرائم الصرف:

شراء أو بيع أو تصدير أو استيراد العملات الأجنبية دون الحصول على ترخيص من الجهات المختصة.
التعامل بالعملات الأجنبية خارج السوق الرسمي.
إخفاء أو تهريب العملات الأجنبية.
غسل الأموال.
تمويل الإرهاب.

2. الركن المعنوي:

يتكون الركن المعنوي من عنصرين:

  • القصد الجنائي: وهو علم الجاني بارتكابه فعلاً مخالفًا للقانون، ورغبته في إحداث النتيجة الجرمية.
  • الوعي: وهو إدراك الجاني لطبيعة الفعل الذي يقوم به ونتائجه.

أنواع القصد الجنائي في جرائم الصرف:

  • القصد الجنائي العام: وهو علم الجاني بارتكابه فعلاً مخالفًا للقانون، دون رغبة في إحداث النتيجة الجرمية.
  • القصد الجنائي الخاص: وهو علم الجاني بارتكابه فعلاً مخالفًا للقانون، ورغبته في إحداث النتيجة الجرمية.

قانون حركة رؤوس الأموال في الجزائر:

القواعد الرئيسية لحركة رؤوس الأموال في الجزائر:

حرية تحويل رؤوس الأموال للأجانب المستثمرين في الجزائر.
حرية تحويل الأرباح والأرباح الرأسمالية للأجانب المستثمرين في الجزائر.
حرية تحويل الأموال للأفراد الجزائريين المقيمين في الخارج.

القيود على حركة رؤوس الأموال في الجزائر:

يُمنع تحويل رؤوس الأموال من قبل الأشخاص الطبيعيين الجزائريين المقيمين في الجزائر.
يُمنع تحويل الأموال من قبل الأشخاص المعنويين الجزائريين دون الحصول على ترخيص من بنك الجزائر.

إجتهادات المحكمة العليا في جرائم حركة رؤوس الأموال:

تلعب المحكمة العليا دورًا هامًا في تفسير وتطبيق قانون الصرف وحركة رؤوس الأموال من خلال اجتهاداتها.

أمثلة على اجتهادات المحكمة العليا في جرائم حركة رؤوس الأموال:

قرار رقم 1377804 المؤرخ في 30 يناير 2020: اعتبرت المحكمة العليا أنّه لا يمكن متابعة حائز العملة الصعبة داخل الوطن، بموجب أحكام قانون الصرف، ما لم يتم ضبطه وهو بصدد الخروج عبر الحدود الجزائرية وهي بحوزته دون أن يقوم بالتصريح بها للمصالح المعنية.

قرار رقم 0852976 المؤرخ في 27 فبراير 2020: اعتبرت المحكمة العليا أنّ جزاءات مخالفة التشريع والتنظيم الخاصين بالصرف تخضع للأمر 96/22 دون سواه من العقوبات، ولا وجود لدعوى جبائية أو جمركية، ولا يمكن لإدارة الجمارك التأسيس كطرف مدني للمطالبة بتوقيع الجزاءات الجبائية طبقا لقانون الجمارك.

قرار رقم 008313 المؤرخ في 12 أبريل 2017: اعتبرت المحكمة العليا أنّ المتهم الذي تمت متابعته بجرم المشاركة في تبييض الأموال وتسيير شركة بدون مسيرها القانوني والمشاركة في مخالفة التشريع والتنظيم الخاصين بالصرف وحركة رؤوس الأموال من وإلى الخارج، له الحق في التعويض عن الحبس المؤقت إذا ثبتت براءته.

قانون قمع مخالفات التشريع والتنظيم الخاصين بالصرف وحركة رؤوس الأموال:

يُعرف قانون قمع مخالفات التشريع والتنظيم الخاصين بالصرف وحركة رؤوس الأموال أيضًا باسم قانون الصرف.

يهدف هذا القانون إلى تنظيم التعامل بالعملات الأجنبية وحركة رؤوس الأموال من وإلى الخارج، وذلك لحماية الاقتصاد الوطني وضمان استقرار سعر العملة الوطنية.

أهم أحكام قانون قمع مخالفات التشريع والتنظيم الخاصين بالصرف وحركة رؤوس الأموال:

  • يُحظر التعامل بالعملات الأجنبية خارج السوق الرسمي.
  • يُحظر تصدير أو استيراد العملات الأجنبية دون الحصول على ترخيص من الجهات المختصة.
  • يُحظر إخفاء أو تهريب العملات الأجنبية.
  • يُحظر غسل الأموال وتمويل الإرهاب.

الاستثناءات من قانون قمع مخالفات التشريع والتنظيم الخاصين بالصرف وحركة رؤوس الأموال:

  • يُسمح للأفراد الطبيعيين الجزائريين المقيمين في الخارج بتحويل الأموال إلى الجزائر دون قيود.
  • يُسمح للأشخاص المعنويين الجزائريين بتحويل الأموال إلى الخارج دون قيود، بشرط الحصول على ترخيص من بنك الجزائر.

التقادم في جرائم الصرف:

التقادم هو انقضاء الدعوى العمومية أو العقوبة بمرور الزمن.

في جرائم الصرف، تختلف مدة التقادم حسب نوع الجريمة وخطورتها.

أمثلة على مدد تقادم جرائم الصرف:

جرائم الصرف التي تُعاقب بالسجن المؤبد أو السجن لمدة لا تقل عن خمسة عشر سنة: لا تتقادم.
جرائم الصرف التي تُعاقب بالسجن لمدة لا تقل عن خمس سنوات ولا تزيد على عشر سنوات: تتقادم بمرور عشر سنوات.
جرائم الصرف التي تُعاقب بالسجن لمدة لا تقل عن سنة ولا تزيد على خمس سنوات: تتقادم بمرور خمس سنوات.
جرائم الصرف التي تُعاقب بالسجن لمدة لا تقل عن ستة أشهر ولا تزيد على ثلاث سنوات: تتقادم بمرور ثلاث سنوات.
جرائم الصرف التي تُعاقب بغرامة فقط: تتقادم بمرور سنة.

مخالفة التشريع الخاص بالصرف:

بالإضافة إلى المسؤولية الفردية التي تقع على عاتق مرتكبي مخالفات التشريع الخاص بالصرف، تقع مسؤولية جماعية على عاتق جميع أفراد المجتمع للمساهمة في مكافحة هذه الظاهرة.

دور أفراد المجتمع:

  • نشر الوعي حول مخاطر مخالفة التشريع الخاص بالصرف: من خلال التوعية بمخاطر هذه الظاهرة على الاقتصاد الوطني والأمن القومي، يمكن تحفيز الأفراد على الامتناع عن ارتكاب أي مخالفات.
  • التبليغ عن أي عمليات مشبوهة: يُمكن لأفراد المجتمع المساهمة في مكافحة مخالفات التشريع الخاص بالصرف من خلال التبليغ عن أي عمليات مشبوهة قد تُشير إلى وجود مخالفة.
  • الالتزام بالقوانين والأنظمة: التزام جميع أفراد المجتمع بالقوانين والأنظمة المتعلقة بالصرف يُساعد على الحد من هذه الظاهرة.

دور المؤسسات:

  • تشديد الرقابة على حركة رؤوس الأموال: من خلال تشديد الرقابة على حركة رؤوس الأموال، يمكن الحد من مخالفات التشريع الخاص بالصرف.
  • تطبيق العقوبات على المخالفين: تطبيق العقوبات على المخالفين يُساعد على ردع الآخرين عن ارتكاب نفس المخالفات.
  • التعاون الدولي: التعاون الدولي بين الدول يُساعد على مكافحة مخالفات التشريع الخاص بالصرف بشكل أكثر فعالية.
    بالتعاون بين أفراد المجتمع والمؤسات، يمكن مكافحة مخالفات التشريع الخاص بالصرف وحماية الاقتصاد الوطني.

في الختام، يظهر أن جريمة الصرف تمثل تهديدًا جديًا للنظام المالي والاقتصادي، وتستدعي استجابة فعالة من السلطات القانونية والمجتمع بأسره. إن مكافحة هذه الجريمة تتطلب تعاوناً شاملاً بين الحكومة والقطاع الخاص والمجتمع المدني، بالإضافة إلى تشديد القوانين وتطبيقها بصرامة على المرتكبين.
علينا جميعاً أن نعمل معًا على نشر الوعي حول أنواع الصرف وأساليبها وآثارها الضارة، وتشجيع التبليغ عن أي حالة اشتباه قد تكون مرتبطة بهذه الجريمة. بالتعاون والتضافر، يمكننا بناء بيئة مالية أكثر أمانًا وشفافية، تحمي مصالح الجميع وتضمن استقرار الاقتصاد والمجتمع.
لذا، فلنعمل جميعاً بتكاتف وتعاون للقضاء على جريمة الصرف ومكافحتها بكل الوسائل المتاحة، ولنضع الأسس لمستقبل مالي أكثر نزاهة وثقة. إن مواجهة هذه الجريمة تتطلب جهودًا مشتركة ومتواصلة، ولكنها ضرورية للحفاظ على استقرار ونمو الاقتصاد والمجتمعات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *