ضم الدعوى

ضم الدعوى في قانون المرافعات و4 شروط لضم الدعوى للارتباط

ضم الدعوى في قانون المرافعات و4 شروط لضم الدعوى للارتباط , ضم الدعوى هو مصطلح قانوني يُعنى بإدراج دعوى جديدة في إجراءات قضائية مع دعوى أخرى قائمة بالفعل، وذلك لعدة أسباب وبناءً على عدة معايير وقواعد. يُعتبر ضم الدعوى من الآليات القانونية التي تهدف إلى تسهيل إجراءات القضايا وتحقيق العدالة بشكل أفضل. يتمثل الهدف الرئيسي لعملية الضم في تجميع القضايا ذات الصلة في إجراء واحد، مما يسهل على القضاء والأطراف المعنية فهم النزاع وتنفيذ العدالة بفاعلية أكبر.
تتباين قواعد ومعايير ضم الدعوى من بلد لآخر وحتى داخل نفس النظام القانوني، حيث يتم تحديدها وتنظيمها بموجب التشريعات والقوانين القضائية. وتعتمد عملية الضم على عدة عوامل، منها طبيعة القضايا المتورطة، وتطورات الحالة القانونية، وحاجة الأطراف للتمثيل القانوني الفعَّال.
من المهم فهم دور ضم الدعوى في تحقيق العدالة وضمان تسوية النزاعات بطريقة فعالة وسلسة، وذلك من خلال دراسة تفاصيله وتطبيقاته في سياق القانون المرافعاتي. ويعتبر تقديم مقال عن ضم الدعوى خطوة أساسية في فهم هذا المفهوم القانوني وتطبيقاته العملية في النظام القضائي.

تعريف ضم الدعوى في القانون:

ضم الدعوى في القانون هو إجراء قضائي يتم بموجبه ضم دعويين أو أكثر معاً ليتسنى النظر فيها معاً من قبل نفس المحكمة وإصدار حكم واحد فيهما.

أمثلة على ضم الدعوى

***ضم دعوى المطالبة بالتعويض عن الضرر المادي إلى دعوى المطالبة بالتعويض عن الضرر المعنوي.

***ضم دعوى المطالبة بإلغاء عقد البيع إلى دعوى المطالبة بالتعويض عن الخسائر الناتجة عن الإلغاء.

شروط ضم الدعوى:

يُمكن ضم دعويين أو أكثر معاً ليتسنى النظر فيها معاً من قبل نفس المحكمة وإصدار حكم واحد فيهما، وذلك بشرط توفر الشروط التالية:

1. وجود رابطة بين الدعويين:

*وحدة الموضوع: أن يكون موضوع الدعويين واحداً أو مترابطاً بشكل وثيق.
*وحدة السبب: أن يكون سبب الدعويين واحداً أو متشابهاً.
*وحدة الخصوم: أن يكون الخصوم في الدعويين هم أنفسهم أو بعضهم.

2. أن يكون ضم الدعويين من مصلحة العدالة:

*توفير الوقت والجهد: ضم الدعويين يمنع تكرار الإجراءات القضائية في كل دعوى على حدة.
*ضمان اتساق الأحكام: ضم الدعويين يمنع صدور أحكام متناقضة في الدعاوى المترابطة.
*حماية حقوق أطراف الدعوى: ضم الدعويين يضمن حصول جميع أطراف الدعوى على حقوقهم بشكل عادل.

3. أن تكون الدعويان معروضة أمام نفس المحكمة:

يجب أن تكون الدعويان معروضة أمام نفس المحكمة من حيث النوع والدرجة.
لا يجوز ضم دعوى معروضة أمام محكمة ابتدائية إلى دعوى معروضة أمام محكمة استئنافية.

4. أن لا يكون هناك مانع قانوني من ضم الدعويين:

لا يجوز ضم دعوى جنائية إلى دعوى مدنية.
لا يجوز ضم دعوى تتعلق بالأحوال الشخصية إلى دعوى تتعلق بالحقوق المالية.

أنواع ضم الدعوى:

يُمكن تقسيم ضم الدعوى إلى نوعين رئيسيين:

1. الضم الاختياري:

يجوز للمدعي طلب ضم دعوى أخرى إلى دعوى أقامها.
تُقرر المحكمة ضم الدعوى بناءً على طلب المدعي.
للمدعى عليه الحق في الاعتراض على ضم الدعوى.
إذا اعترض المدعى عليه على ضم الدعوى، تقرر المحكمة ما إذا كان ضم الدعوى من مصلحة العدالة أم لا.

2. الضم الوجوبي:

تجب على المحكمة ضم الدعوى إذا توافرت شروط ضم الدعوى.
لا يجوز للمدعي أو المدعى عليه الاعتراض على ضم الدعوى.
تُضم الدعوى وجوباً في بعض الحالات، مثل:

  • إذا كانت الدعويان متعلقتين بنفس موضوع النزاع.
  • إذا كان الفصل في إحدى الدعويين يتوقف على الفصل في الأخرى.

نموذج طلب ضم ملفين:

إلى السيد رئيس محكمة [اسم المحكمة] المحترم،

أتقدم إليكم أنا [اسم مقدم الطلب]، بصفتي [صفة مقدم الطلب] في الدعوى رقم [رقم الملف الأول]، بطلب ضم ملف الدعوى رقم [رقم الملف الثاني] إلى ملف الدعوى رقم [رقم الملف الأول].

أُبين للأسباب التالية:

وجود رابطة بين الدعويين:
وحدة الموضوع: موضوع الدعويين هو [وصف موضوع الدعويين]، وهو موضوع واحد أو مترابط بشكل وثيق.
وحدة السبب: سبب الدعويين هو [وصف سبب الدعويين]، وهو سبب واحد أو متشابه.
وحدة الخصوم: الخصوم في الدعويين هم أنفسهم أو بعضهم.

ضم الدعويين من مصلحة العدالة:

توفير الوقت والجهد: ضم الدعويين يمنع تكرار الإجراءات القضائية في كل دعوى على حدة.
ضمان اتساق الأحكام: ضم الدعويين يمنع صدور أحكام متناقضة في الدعاوى المترابطة.
حماية حقوق أطراف الدعوى: ضم الدعويين يضمن حصول جميع أطراف الدعوى على حقوقهم بشكل عادل.

لذلك، أطلب من سيادتكم ضم ملف الدعوى رقم [رقم الملف الثاني] إلى ملف الدعوى رقم [رقم الملف الأول]، وذلك تحقيقاً لمصلحة العدالة.

مع خالص الشكر والتقدير،

[اسم مقدم الطلب]

[التاريخ]

المادة 212 من قانون المرافعات:

“لا يجوز الطعن في الأحكام التي تصدر أثناء سير الدعوى ولا تنتهي بها الخصومة إلا بعد صدور الحكم المنهي للخصومة كلها، وذلك عدا الأحكام الوقتية والمستعجلة والصادرة بوقف الدعوى والأحكام القابلة للتنفيذ الجبري، والأحكام الصادرة بعدم الاختصاص والإحالة إلى المحكمة المختصة، وفي الحالة الأخيرة يجب على المحكمة المحالة إليها الدعوى أن توقفها حتى يفصل في الطعن.”

شرح المادة:

تُقَرّر هذه المادة قاعدة عامة مفادها عدم جواز الطعن في الأحكام الصادرة أثناء سير الدعوى قبل صدور الحكم الختامي المنهي للخصومة كلها.
يهدف ذلك إلى منع إطالة أمد التقاضي وتأخير الفصل في النزاع.
هناك بعض الاستثناءات على هذه القاعدة، تشمل:

الأحكام الوقتية والمستعجلة:

  • هذه الأحكام قابلة للطعن فيها على استقلال.
  • وذلك لطبيعتها العاجلة وارتباطها بحقوق أطراف الدعوى بشكل مباشر.

الأحكام الصادرة بوقف الدعوى:

  • هذه الأحكام قابلة للطعن فيها على استقلال.
  • وذلك لأنها تؤثر على مسار الدعوى بشكل مباشر.

الأحكام القابلة للتنفيذ الجبري:

  • هذه الأحكام قابلة للطعن فيها على استقلال.
  • وذلك لأنها تسمح للدائن بالحصول على حقه دون انتظار صدور الحكم الختامي.
  • الأحكام الصادرة بعدم الاختصاص والإحالة إلى المحكمة المختصة:
  • هذه الأحكام قابلة للطعن فيها على استقلال.
  • وذلك لأنها تؤثر على تحديد المحكمة المختصة بنظر الدعوى.

الدعاوى المرتبطة:

في بعض الأحيان، قد تُثار دعاوى متعددة أمام المحاكم تتعلق بنفس الموضوع أو السبب أو الخصوم. في هذه الحالات، قد تُصبح هذه الدعاوى “مرتبطة” ببعضها البعض.

يُمكن تعريف الدعاوى المرتبطة بأنها دعويان أو أكثر تتعلق بنفس الموضوع أو السبب أو الخصوم، ويكون النظر فيها معاً من مصلحة العدالة.

فوائد ضم الدعاوى المرتبطة

1. توفير الوقت والجهد: ضم الدعاوى المرتبطة يمنع تكرار الإجراءات القضائية في كل دعوى على حدة، مما يُوفر الوقت والجهد على كل من المحكمة وأطراف الدعوى.

2. ضمان اتساق الأحكام: ضم الدعاوى المرتبطة يمنع صدور أحكام متناقضة في الدعاوى المترابطة، مما يُعزز من ثقة الناس في النظام القضائي.

3. حماية حقوق أطراف الدعوى: ضم الدعاوى المرتبطة يضمن حصول جميع أطراف الدعوى على حقوقهم بشكل عادل، حيث يتم النظر في جميع جوانب النزاع بشكل شامل.

هل يجوز ضم قضيتين:

نعم، يجوز ضم قضيتين في بعض الحالات، وذلك وفقاً لقواعد قانون المرافعات المدنية والتجارية في الدولة المعنية.

آثار ضم القضيتين:

تُصبح القضيتان بمثابة قضية واحدة:

تُجرى الإجراءات القضائية في القضيتين معاً.
تصدر المحكمة حكمًا واحدًا في القضيتين.

لا تفقد كل قضية استقلالها:

تبقى كل قضية محتفظة بذاتيتها.
يمكن الطعن في الحكم الصادر في كل قضية على حدة.

وحدة الخصوم والسبب والموضوع:

وحدة الخصوم والسبب والموضوع هي شروط أساسية لضم القضيتين.

1. وحدة الخصوم:

  • يجب أن يكون الخصوم في القضيتين هم أنفسهم أو بعضهم.
  • على سبيل المثال، إذا كان هناك شخصان يتنازعان على ملكية عقار، ورفع كل منهما دعوى ضد الآخر في محكمة مختلفة، يمكن ضم القضيتين لأن الخصوم في كلتا القضيتين هما نفس الشخصين.

2. وحدة السبب:

  • يجب أن يكون سبب القضيتين واحداً أو متشابهاً.
  • على سبيل المثال، إذا كان هناك شخصان قد تعرضا لحادث سيارة، ورفع كل منهما دعوى ضد الآخر للمطالبة بالتعويض عن الأضرار التي لحقت به، يمكن ضم القضيتين لأن سبب كلتا القضيتين هو نفس الحادث.

3. وحدة الموضوع:

  • يجب أن يكون موضوع القضيتين واحداً أو مترابطاً بشكل وثيق.
  • على سبيل المثال، إذا كان هناك شخصان يتنازعان على ملكية عقار، ورفع كل منهما دعوى ضد الآخر، واحدة للمطالبة بالملكية والأخرى للمطالبة بالتعويض عن الأضرار التي لحقت بالعقار، يمكن ضم القضيتين لأن موضوع كلتا القضيتين هو نفس العقار.

ضم الاستئنافين للارتباط:

ضم الاستئنافين للارتباط هو إجراء قضائي يسمح بضم استئنافين أو أكثر في ملف واحد للنظر فيهما معاً.

شروط ضم الاستئنافين للارتباط

1. وجود رابطة بين الاستئنافين:

وحدة الموضوع: أن يكون موضوع الاستئنافين واحداً أو مترابطاً بشكل وثيق.
وحدة السبب: أن يكون سبب الاستئنافين واحداً أو متشابهاً.
وحدة الخصوم: أن يكون الخصوم في الاستئنافين هم أنفسهم أو بعضهم.

2. أن يكون ضم الاستئنافين من مصلحة العدالة:

توفير الوقت والجهد: ضم الاستئنافين يمنع تكرار الإجراءات القضائية في كل استئناف على حدة.
ضمان اتساق الأحكام: ضم الاستئنافين يمنع صدور أحكام متناقضة في الاستئنافات المترابطة.
حماية حقوق أطراف الاستئناف: ضم الاستئنافين يضمن حصول جميع أطراف الاستئناف على حقوقهم بشكل عادل.

أنواع ضم الاستئنافين للارتباط:

1. ضم اختياري:

يجوز للمستأنف طلب ضم استئنافه إلى استئناف آخر تم تقديمه.
تقرر المحكمة ضم الاستئناف بناءً على طلب المستأنف.

2. ضم وجوبي:

يجب على المحكمة ضم الاستئناف إذا توافرت شروط ضم الاستئناف.
لا يجوز للمستأنف أو المستأنف عليه الاعتراض على ضم الاستئناف.

آثار ضم الاستئنافين للارتباط

يصبح الاستئنافين بمثابة استئناف واحد:

تُجرى الإجراءات القضائية في الاستئنافين معاً.
تصدر المحكمة حكمًا واحدًا في الاستئنافين.

لا يفقد كل استئناف استقلاله:

يبقى كل استئناف محتفظاً بذاتيته.
يمكن الطعن في الحكم الصادر في كل استئناف على حدة.

أمثلة على الاستئنافات التي يجوز ضمها:

ضم استئناف الحكم الصادر في دعوى المطالبة بالتعويض عن الضرر المادي إلى استئناف الحكم الصادر في دعوى المطالبة بالتعويض عن الضرر المعنوي.
ضم استئناف الحكم الصادر في دعوى المطالبة بإلغاء عقد البيع إلى استئناف الحكم الصادر في دعوى المطالبة بالتعويض عن الخسائر الناتجة عن الإلغاء.

إحالة الدعوى لعدم الاختصاص في قانون المرافعات:

في قانون المرافعات، يجوز للمحكمة أن تحيل الدعوى إلى محكمة أخرى مختصة بنظرها إذا تبين لها أنها غير مختصة بنظرها.

أسباب إحالة الدعوى لعدم الاختصاص

عدم الاختصاص النوعي: إذا كانت الدعوى من نوع الدعاوى التي لا تدخل في اختصاص المحكمة.
على سبيل المثال، إذا رفعت دعوى مدنية أمام محكمة جنائية.

عدم الاختصاص المحلي: إذا كانت الدعوى من نوع الدعاوى التي تدخل في اختصاص المحكمة، ولكن المحكمة ليست هي المختصة محلياً بنظرها.
على سبيل المثال، إذا رفعت دعوى تتعلق بعقار في القاهرة أمام محكمة في الإسكندرية.

عدم الاختصاص الولائي: إذا كانت الدعوى من نوع الدعاوى التي تدخل في اختصاص المحكمة، ولكن المحكمة ليست هي المختصة ولائياً بنظرها.
على سبيل المثال، إذا رفعت دعوى ضد الحكومة أمام محكمة ابتدائية، بينما يجب رفعها أمام محكمة استئناف.

إجراءات إحالة الدعوى لعدم الاختصاص:

  • تتقدم المحكمة من تلقاء نفسها بالحكم بعدم الاختصاص.
  • يجوز لأحد أطراف الدعوى أن يدفع بعدم اختصاص المحكمة.
  • تُصدر المحكمة حكمًا بعدم اختصاصها بنظر الدعوى.
  • تُحيل المحكمة الدعوى إلى المحكمة المختصة بنظرها.

آثار إحالة الدعوى لعدم الاختصاص:

  • لا تُعتبر الدعوى كأن لم تكن.
  • تُحفظ جميع الإجراءات التي تمت في الدعوى.
  • تُستأنف الدعوى أمام المحكمة المختصة بنظرها من حيث انتهت أمام المحكمة التي أحالتها.

في الختام، يظهر أن ضم الدعوى يعتبر أحد الآليات الهامة في نظام المرافعات، حيث يسهم في تسهيل الإجراءات القانونية وتحقيق العدالة بشكل أفضل. من خلال تجميع القضايا ذات الصلة في إجراء واحد، يمكن لضم الدعوى تحقيق توفير الموارد والوقت وتجنب التضخم في الإجراءات القضائية. كما يُمثل ضم الدعوى آلية مهمة في تسوية النزاعات بطرق فعّالة وسلسة.
عليه، يجب على القوانين والتشريعات أن توفر الإطار اللازم لتنظيم وتسهيل عملية ضم الدعوى، مع مراعاة حقوق الأطراف المعنية وتحقيق المبادئ العدالة والمساواة. ومن المهم أيضًا تعزيز الوعي بفوائد ومبادئ ضم الدعوى بين المحامين والقضاة والأطراف المعنية، لضمان استخدامها بطريقة تعزز العدالة وتسهم في تحقيق الغايات القانونية المرجوة.
إن فهم عملية ضم الدعوى ودورها الفعَّال في نظام المرافعات يمثل خطوة مهمة نحو تطوير النظام القضائي وتحقيق المزيد من العدالة والشفافية في القضايا القانونية المعاصرة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *