الإصلاح الإداري

مفهوم الإصلاح الإداري وخصائصه وابرز 3 من خطوات الإصلاح الإداري

مفهوم الإصلاح الإداري وخصائصه وابرز 3 من خطوات الإصلاح الإداري , إن الإصلاح الإداري هو موضوع يعكس الحاجة الملحة للتحسين والتطوير في أجهزة الحكومة والإدارة العامة. يمثل هذا المفهوم جزءًا حيويًا من جهود الدول في تعزيز الفعالية والشفافية في سير العمليات الحكومية وتلبية احتياجات المواطنين والمقيمين بشكل أفضل.
في هذا المقال، سنناقش موضوع الإصلاح الإداري وأهميته في تحسين الأداء الحكومي وتحقيق الأهداف الوطنية. سنتناول تحديات إصلاح القطاع العام وكيفية التعامل معها بفعالية، وسنقدم أمثلة على الخطوات والسياسات التي تم اتخاذها في العديد من الدول بهدف تحقيق الإصلاح الإداري.
إن العمل على تحسين الإدارة العامة يسهم في تعزيز النمو الاقتصادي، وخلق بيئة تشجيعية للاستثمار، وتعزيز مستوى الخدمات الحكومية. وبالتالي، يظل الإصلاح الإداري موضوعًا له أهميته الخاصة في مجتمعاتنا الحديثة ويستحق البحث والاهتمام المستمر.

تعريف الإصلاح الإداري:

الإصلاح الإداري هو عملية تغيير جذري في النظم والإجراءات الإدارية، بهدف تحسين الكفاءة والفعالية في أداء الجهاز الإداري.

ويشمل الإصلاح الإداري إعادة هيكلة الوحدات الإدارية، وتغيير أساليب العمل، وتطوير المهارات الإدارية لدى العاملين.

ويمكن أن يكون الإصلاح الإداري شاملًا، بحيث يشمل جميع جوانب الجهاز الإداري، أو قد يكون جزئيًا، بحيث يركز على جانب معين من جوانب الجهاز الإداري.

ويعتبر الإصلاح الإداري من أهم العوامل التي تساهم في التنمية الاقتصادية والاجتماعية، حيث يسهم في تحسين أداء الجهاز الإداري، وتحقيق رضا المواطنين، وتوفير الخدمات العامة بكفاءة وفعالية.

انواع الإصلاح الإداري:

يمكن تصنيف الإصلاح الإداري إلى نوعين رئيسيين، هما:

  1. الإصلاح الإداري الداخلي: ويهدف إلى تحسين أداء الجهاز الإداري من الداخل، من خلال إعادة هيكلة الوحدات الإدارية، وتغيير أساليب العمل، وتطوير المهارات الإدارية لدى العاملين.
  2. الإصلاح الإداري الخارجي: ويهدف إلى تحسين أداء الجهاز الإداري من خلال تحسين البيئة المحيطة به، مثل تحسين القوانين والتشريعات الإدارية، وتوفير الموارد المالية اللازمة.

الإصلاح الإداري الداخلي

ويشمل الإصلاح الإداري الداخلي مجموعة من العناصر، منها:

  • إعادة هيكلة الوحدات الإدارية: وذلك بهدف تحسين الكفاءة والفعالية في أداء هذه الوحدات، من خلال إعادة توزيع المهام والمسؤوليات بين الوحدات المختلفة.
  • تغيير أساليب العمل: وذلك بهدف تبسيط الإجراءات الإدارية، وجعلها أكثر شفافية وفاعلية.
  • تطوير المهارات الإدارية لدى العاملين: وذلك من خلال توفير برامج التدريب والتأهيل للعاملين، لتحسين قدراتهم وكفاءاتهم الإدارية.

الإصلاح الإداري الخارجي

ويشمل الإصلاح الإداري الخارجي مجموعة من العناصر، منها:

  • تحسين القوانين والتشريعات الإدارية: وذلك بهدف توفير إطار قانوني وتنظيمي مناسب لأداء الجهاز الإداري.
  • توفير الموارد المالية اللازمة: وذلك لضمان حصول الجهاز الإداري على الموارد المالية اللازمة لأداء مهامه بكفاءة وفعالية.
  • دعم المجتمع المحلي للإصلاح الإداري: وذلك من خلال توعية المجتمع بأهمية الإصلاح الإداري، وحث المواطنين على المشاركة في دعمه.

الإصلاح الإداري الشامل

يمكن أن يكون الإصلاح الإداري شاملًا، بحيث يشمل جميع جوانب الجهاز الإداري، أو قد يكون جزئيًا، بحيث يركز على جانب معين من جوانب الجهاز الإداري.

الإصلاح الإداري الشامل يهدف إلى تحقيق تحسينات شاملة في أداء الجهاز الإداري، من خلال إعادة هيكلة الوحدات الإدارية، وتغيير أساليب العمل، وتطوير المهارات الإدارية لدى العاملين، وتحسين البيئة المحيطة بالجهاز الإداري.

الإصلاح الإداري الجزئي يهدف إلى تحقيق تحسينات في جانب معين من جوانب الجهاز الإداري، مثل تحسين نظام المعلومات الإدارية، أو تحسين نظام الرقابة الإدارية، أو تحسين نظام الحوافز الإدارية.

خصائص الإصلاح الإداري:

يتميز الإصلاح الإداري بمجموعة من الخصائص، منها:

1. التغيير: الإصلاح الإداري هو عملية تغيير جذري في النظم والإجراءات الإدارية، بهدف تحسين الكفاءة والفعالية في أداء الجهاز الإداري.

2. الشمولية: يمكن أن يكون الإصلاح الإداري شاملًا، بحيث يشمل جميع جوانب الجهاز الإداري، أو قد يكون جزئيًا، بحيث يركز على جانب معين من جوانب الجهاز الإداري.

3. الاستمرارية: الإصلاح الإداري عملية مستمرة، لا يمكن أن تتحقق أهدافها دفعة واحدة، وإنما تحتاج إلى وقت وجهد مستمرين.

4. المشاركة: يتطلب الإصلاح الإداري المشاركة الفعالة من جميع العاملين في الجهاز الإداري، وذلك لضمان نجاحه.

5. التقييم المستمر: يجب أن يخضع الإصلاح الإداري للتقييم المستمر، لضمان تحقيق أهدافه، واتخاذ الإجراءات التصحيحية اللازمة في حالة الحاجة.

خطوات الإصلاح الإداري:

الإصلاح الإداري هو عملية تغيير جذري في النظم والإجراءات الإدارية، بهدف تحسين الكفاءة والفعالية في أداء الجهاز الإداري.

ويمكن تلخيص خطوات الإصلاح الإداري في النقاط التالية:

  1. التقييم: إجراء تقييم شامل للجهاز الإداري، لتحديد نقاط القوة والضعف فيه، وذلك من خلال مجموعة من الأدوات، مثل الاستبيانات، والمقابلات، وتحليل البيانات.
  2. التخطيط: وضع خطة إصلاح إداري، تحدد الأهداف والوسائل لتحقيقها، وذلك بمشاركة جميع العاملين في الجهاز الإداري.
  3. التنفيذ: تنفيذ خطة الإصلاح الإداري، ومتابعة تنفيذها وتقييمها، وذلك لضمان تحقيق أهدافها.

التقييم

يهدف التقييم إلى تحديد نقاط القوة والضعف في الجهاز الإداري، وذلك من خلال مجموعة من الأدوات، مثل الاستبيانات، والمقابلات، وتحليل البيانات.

ويمكن أن يشمل التقييم مجموعة من الجوانب، مثل:

*الأهداف والاستراتيجية: مدى وضوح الأهداف الاستراتيجية للجهاز الإداري، ومدى ملاءمتها للاحتياجات والأهداف العامة للدولة.
*النظم والإجراءات: مدى كفاءة وفاعلية النظم والإجراءات الإدارية، ومدى ملاءمتها للأهداف الاستراتيجية للجهاز الإداري.
*المهارات الإدارية: مستوى المهارات الإدارية لدى العاملين في الجهاز الإداري.
*البيئة الإدارية: مدى ملاءمة البيئة الإدارية للأداء الفعال للجهاز الإداري.

التخطيط

بناءً على نتائج التقييم، يتم وضع خطة إصلاح إداري، تحدد الأهداف والوسائل لتحقيقها.

وتشمل وسائل تحقيق أهداف الإصلاح الإداري مجموعة من الإجراءات، مثل:

*إعادة هيكلة الوحدات الإدارية: وذلك بهدف تحسين الكفاءة والفعالية في أداء هذه الوحدات، من خلال إعادة توزيع المهام والمسؤوليات بين الوحدات المختلفة.
*تغيير أساليب العمل: وذلك بهدف تبسيط الإجراءات الإدارية، وجعلها أكثر شفافية وفاعلية.
*تطوير المهارات الإدارية لدى العاملين: وذلك من خلال توفير برامج التدريب والتأهيل للعاملين، لتحسين قدراتهم وكفاءاتهم الإدارية.
*تحسين القوانين والتشريعات الإدارية: وذلك بهدف توفير إطار قانوني وتنظيمي مناسب لأداء الجهاز الإداري.
*توفير الموارد المالية اللازمة: وذلك لضمان حصول الجهاز الإداري على الموارد المالية اللازمة لأداء مهامه بكفاءة وفعالية.

التنفيذ

يتم تنفيذ خطة الإصلاح الإداري، ومتابعة تنفيذها وتقييمها، وذلك لضمان تحقيق أهدافها.

ويتطلب تنفيذ خطة الإصلاح الإداري مجموعة من الإجراءات، مثل:

*المشاركة الفعالة من جميع العاملين في الجهاز الإداري: وذلك لضمان نجاح الإصلاح الإداري.
*توفير الدعم المالي والإداري من قبل القيادة السياسية: وذلك لضمان تنفيذ خطة الإصلاح الإداري بنجاح.

التقييم المستمر

يجب أن يخضع الإصلاح الإداري للتقييم المستمر، وذلك لضمان تحقيق أهدافه، واتخاذ الإجراءات التصحيحية اللازمة في حالة الحاجة.

ويمكن أن يتم التقييم المستمر من خلال مجموعة من الأدوات، مثل:

*الدراسات الاستقصائية: وذلك لقياس رضا المواطنين عن الخدمات المقدمة لهم.
*المقابلات: وذلك لقياس آراء العاملين في الجهاز الإداري عن الإصلاح الإداري.
*تحليل البيانات: وذلك لقياس مدى تحقيق أهداف الإصلاح الإداري.

ويعتبر الإصلاح الإداري من العمليات المهمة التي تتطلب التخطيط والتنفيذ الدقيقين، وذلك لضمان تحقيق أهدافه والوصول إلى النتائج المرجوة.

معوقات الإصلاح الإداري:

تواجه عملية الإصلاح الإداري مجموعة من المعوقات التي تؤثر على نجاحها، ومنها:

المقاومة الداخلية: يواجه الإصلاح الإداري في كثير من الأحيان مقاومة من قبل العاملين في الجهاز الإداري، وذلك لعدة أسباب، مثل الخوف من التغيير، أو الخوف من فقدان الوظيفة، أو الخوف من فقدان الامتيازات.
عدم وضوح الأهداف: قد يؤدي عدم وضوح الأهداف الاستراتيجية للإصلاح الإداري إلى عدم تحقيقه لأهدافه.
نقص الموارد المالية: يحتاج الإصلاح الإداري إلى موارد مالية كافية لتوفير التدريب والتأهيل للعاملين، وتطوير النظم والإجراءات الإدارية.
نقص الدعم السياسي: يلعب الدعم السياسي دورًا مهمًا في نجاح الإصلاح الإداري، وذلك من خلال توفير الموارد اللازمة، وضمان استمرارية الإصلاح.

وفيما يلي بعض الاقتراحات للحد من هذه المعوقات:

التوعية بأهمية الإصلاح الإداري: يجب أن يتم توعية العاملين في الجهاز الإداري بأهمية الإصلاح الإداري، وأهدافه، وفوائده، وذلك لتعزيز دعمهم للإصلاح.
وضع أهداف واضحة ومحددة: يجب أن يتم وضع أهداف واضحة ومحددة للإصلاح الإداري، وذلك لضمان تحقيقه لأهدافه.
توفير الموارد المالية اللازمة: يجب أن يتم توفير الموارد المالية اللازمة للإصلاح الإداري، وذلك من خلال تخصيص ميزانية كافية له.
بناء تحالفات سياسية: يجب أن يتم بناء تحالفات سياسية لدعم الإصلاح الإداري، وذلك من خلال التواصل مع مختلف الجهات السياسية، وشرح أهمية الإصلاح الإداري لها.

استراتيجيات الإصلاح الإداري:

تتعدد استراتيجيات الإصلاح الإداري، ويمكن تصنيفها إلى نوعين رئيسيين، هما:

  1. الاستراتيجيات الشاملة: تستهدف هذه الاستراتيجيات إصلاح جميع جوانب الجهاز الإداري، من خلال إعادة هيكلة الوحدات الإدارية، وتغيير أساليب العمل، وتطوير المهارات الإدارية لدى العاملين، وتحسين البيئة الإدارية.
  2. الاستراتيجيات الجزئية: تستهدف هذه الاستراتيجيات إصلاح جانب معين من جوانب الجهاز الإداري، مثل إصلاح نظام المعلومات الإدارية، أو إصلاح نظام الرقابة الإدارية، أو إصلاح نظام الحوافز الإدارية.

وفيما يلي بعض الاستراتيجيات المحددة التي يمكن اتباعها في الإصلاح الإداري:

إعادة هيكلة الوحدات الإدارية: وذلك بهدف تحسين الكفاءة والفعالية في أداء هذه الوحدات، من خلال إعادة توزيع المهام والمسؤوليات بين الوحدات المختلفة.
تغيير أساليب العمل: وذلك بهدف تبسيط الإجراءات الإدارية، وجعلها أكثر شفافية وفاعلية.
تطوير المهارات الإدارية لدى العاملين: وذلك من خلال توفير برامج التدريب والتأهيل للعاملين، لتحسين قدراتهم وكفاءاتهم الإدارية.
تحسين القوانين والتشريعات الإدارية: وذلك بهدف توفير إطار قانوني وتنظيمي مناسب لأداء الجهاز الإداري.
توفير الموارد المالية اللازمة: وذلك لضمان حصول الجهاز الإداري على الموارد المالية اللازمة لأداء مهامه بكفاءة وفعالية.

واختيار الاستراتيجية المناسبة للإصلاح الإداري يعتمد على مجموعة من العوامل، مثل:

  • الأهداف المحددة للإصلاح الإداري.
  • الوضع الحالي للجهاز الإداري.
  • الإمكانيات المتاحة.

ويعتبر اختيار الاستراتيجية المناسبة للإصلاح الإداري من العوامل المهمة التي تؤثر على نجاحه.

أهمية الإصلاح الإداري:

يُعد الإصلاح الإداري من أهم العوامل التي تساهم في التنمية الاقتصادية والاجتماعية، حيث يسهم في تحسين أداء الجهاز الإداري، وتحقيق رضا المواطنين، وتوفير الخدمات العامة بكفاءة وفعالية.

وتشمل أهمية الإصلاح الإداري ما يلي:

  • تحسين أداء الجهاز الإداري: يهدف الإصلاح الإداري إلى تحسين أداء الجهاز الإداري، وجعله أكثر كفاءة وفعالية، وذلك من خلال تحسين النظم والإجراءات الإدارية، وتطوير المهارات الإدارية لدى العاملين.
  • تقليل الفساد الإداري: يسهم الإصلاح الإداري في تقليل الفساد الإداري، وذلك من خلال تحسين الشفافية والمساءلة الإدارية.
  • تحسين الخدمات المقدمة للمواطنين: يهدف الإصلاح الإداري إلى تحسين الخدمات المقدمة للمواطنين، وتحقيق رضاهم، وذلك من خلال تحسين الكفاءة والفعالية في تقديم الخدمات العامة.

وفيما يلي بعض الفوائد التي يمكن تحقيقها من خلال الإصلاح الإداري:

زيادة الإنتاجية: يؤدي الإصلاح الإداري إلى زيادة الإنتاجية، وذلك من خلال تقليل الوقت والجهد اللازمين لإنجاز المهام الإدارية.
خفض التكاليف: يؤدي الإصلاح الإداري إلى خفض التكاليف، وذلك من خلال تقليل الهدر والتكرار في الإجراءات الإدارية.
تحسين رضا المواطنين: يؤدي الإصلاح الإداري إلى تحسين رضا المواطنين، وذلك من خلال تحسين جودة الخدمات المقدمة لهم.
تعزيز الشفافية والمساءلة: يؤدي الإصلاح الإداري إلى تعزيز الشفافية والمساءلة، وذلك من خلال تحسين الإجراءات الإدارية وجعلها أكثر شفافية.

ويعتبر الإصلاح الإداري من العمليات المهمة التي تتطلب التخطيط والتنفيذ الدقيقين، وذلك لضمان تحقيق أهدافه والوصول إلى النتائج المرجوة.

كيف يتم اعداد القرار الاداري:

يُعد القرار الإداري أحد أهم الأدوات التي يستخدمها الجهاز الإداري لممارسة سلطته، وتحقيق أهدافه. ولكي يكون القرار الإداري صحيحًا ومشروعًا، يجب أن يتم إعداده بطريقة سليمة، وفقًا للإجراءات القانونية والإدارية المقررة.

خطوات إعداد القرار الإداري

تتمثل خطوات إعداد القرار الإداري في الآتي:

  1. تحديد المشكلة أو الحاجة: في البداية، يجب تحديد المشكلة أو الحاجة التي يهدف القرار إلى حلها أو تلبيتها.
  2. جمع المعلومات وتحليلها: يتم جمع المعلومات المتعلقة بالمشكلة أو الحاجة، وتحليلها، لتحديد الخيارات المتاحة لحلها أو تلبيتها.
  3. صياغة القرار: يتم صياغة القرار، بما يتضمن تحديد المشكلة أو الحاجة، وتحديد الخيارات المتاحة، واختيار الخيار الأفضل، وتحديد الإجراءات اللازمة لتنفيذ القرار.
  4. التوقيع على القرار: يتم توقيع القرار من قبل السلطة المختصة، ليصبح نافذًا.

الآثار القانونية للقرار الإداري

يرتب القرار الإداري مجموعة من الآثار القانونية، منها:

الأثر التشريعي: حيث يُعد القرار الإداري بمثابة تشريع فرعي، يُضاف إلى التشريعات العامة.
الأثر التعاقدي: حيث يُعد القرار الإداري بمثابة عقد بين السلطة الإدارية والأشخاص المخاطبين به.
الأثر الإداري: حيث يُعد القرار الإداري بمثابة قاعدة إدارية ملزمة لجميع العاملين بالجهاز الإداري.

من يتحمل الخطأ الإداري؟

يعتمد ذلك على نوع الخطأ الإداري. إذا كان الخطأ نتيجة لخطأ شخصي من قبل موظف عام، فإن الموظف العام هو المسؤول عن تحمل المسؤولية. على سبيل المثال، إذا أخطأ موظف عام في إصدار قرار إداري، فقد يُعاقب الموظف بعقوبات تأديبية، مثل الإحالة إلى التحقيق أو الفصل من الخدمة.

إذا كان الخطأ نتيجة لنظام أو إجراء إداري، فإن الإدارة العامة هي المسؤولة عن تحمل المسؤولية. على سبيل المثال، إذا فشل نظام إداري في اكتشاف التزوير، فقد تضطر الإدارة العامة إلى دفع تعويضات للمتضررين.

في بعض الحالات، قد يكون هناك مسؤولية مشتركة بين الموظف العام والإدارة العامة. على سبيل المثال، إذا أخطأ موظف عام في تطبيق القانون، فقد تضطر الإدارة العامة إلى تحمل المسؤولية إذا كان لديها إجراءات إدارية غير فعالة لمنع حدوث ذلك الخطأ.

بشكل عام، يتم تحديد من يتحمل المسؤولية عن الخطأ الإداري من خلال القانون أو اللوائح الإدارية. في بعض الحالات، قد يتم تحديد ذلك من خلال قرار قضائي.

فيما يلي بعض الأمثلة المحددة على من قد يتحمل المسؤولية عن الخطأ الإداري:

  • الموظف العام الذي أصدر قرارًا إداريًا غير قانوني أو غير عادل.
  • الموظف العام الذي فشل في أداء واجباته الرسمية.
  • الموظف العام الذي ارتكب جريمة أو مخالفة إدارية.
  • المسؤول الإداري الذي أنشأ نظامًا أو إجراءً إداريًا غير فعال أو غير عادل.
  • الحكومة ككل إذا كان الخطأ نتيجة لسياسة أو إجراء عام.

الإصلاح الإداري ومكافحة الفساد:

الإصلاح الإداري ومكافحة الفساد هما وجهان لعملة واحدة، حيث يكمل كل منهما الآخر، ويساهمان في تحقيق أهداف التنمية المستدامة.

فالإصلاح الإداري يهدف إلى تحسين أداء الجهاز الإداري، وجعله أكثر كفاءة وفعالية، وذلك من خلال إعادة هيكلة الوحدات الإدارية، وتغيير أساليب العمل، وتطوير المهارات الإدارية لدى العاملين، وتحسين القوانين والتشريعات الإدارية، وتوفير الموارد المالية اللازمة.

ومكافحة الفساد تستهدف القضاء على الفساد، أو الحد منه، وذلك من خلال تعزيز الشفافية والمساءلة، وتعزيز النزاهة، وتعزيز الكفاءة.

ولعل أبرز أوجه العلاقة بين الإصلاح الإداري ومكافحة الفساد هو أن الإصلاح الإداري يساعد على مكافحة الفساد من خلال:

تحسين الكفاءة والفعالية في أداء الجهاز الإداري: وذلك من خلال تبسيط الإجراءات الإدارية، وجعلها أكثر شفافية وفاعلية، مما يجعل من الصعب على الموظفين الفاسدين إخفاء أفعالهم.
تعزيز الشفافية: وذلك من خلال إتاحة المعلومات للجمهور، وجعل الإجراءات الإدارية أكثر شفافية، مما يجعل من الصعب على الموظفين الفاسدين التصرف دون أن يلاحظهم أحد.
تعزيز المساءلة: وذلك من خلال مساءلة المسؤولين عن أفعالهم، وضمان عدم الإفلات من العقاب، مما يردع الموظفين الفاسدين عن ارتكاب أفعال فاسدة.

وكما أن مكافحة الفساد تساعد على الإصلاح الإداري من خلال:

إزالة العقبات التي تحول دون الإصلاح الإداري: وذلك من خلال القضاء على الفساد، الذي يمثل أحد العقبات الرئيسية التي تحول دون الإصلاح الإداري.
توفير الدعم للإصلاح الإداري: وذلك من خلال ضمان أن يكون هناك دعم سياسي وشعبي للإصلاح الإداري، مما يعزز فرص نجاحه.

وبناءً على ما سبق، يمكن القول أن الإصلاح الإداري ومكافحة الفساد هما شرطان أساسيان لتحقيق التنمية المستدامة، حيث يساعدان على تحقيق الأهداف التالية:

تعزيز العدالة الاجتماعية: وذلك من خلال القضاء على الفساد، الذي يمثل أحد أشكال التمييز ضد الفقراء والمهمشين.
تحسين مستوى المعيشة: وذلك من خلال تحسين أداء الجهاز الإداري، وتوفير الخدمات العامة بكفاءة وفعالية.
حماية البيئة: وذلك من خلال ضمان استخدام الموارد الطبيعية بشكل مستدام.

وعليه، فإن الدول التي تسعى لتحقيق التنمية المستدامة عليها أن تركز على الإصلاح الإداري ومكافحة الفساد، باعتبارهما ركيزتين أساسيتين لتحقيق هذه الأهداف.

في الختام، يمثل الإصلاح الإداري ركيزة أساسية لتطوير وتحسين الأداء الحكومي وتحقيق التنمية المستدامة في معظم دول العالم. من خلال تعزيز فعالية الإدارة وتشجيع الشفافية والمساءلة، يمكن للإصلاح الإداري أن يسهم بشكل كبير في تلبية احتياجات المواطنين وتحسين جودة الخدمات الحكومية.
إن العالم اليوم يشهد تغيرات سريعة وتحديات متزايدة، ولذلك يجب على الدول والحكومات أن تكون على استعداد دائم للتكيف مع هذه التحولات والاستجابة لاحتياجات المجتمع. الإصلاح الإداري ليس مجرد مسألة إدارية، بل هو استثمار في مستقبل الأمم وتحقيق أهداف التنمية المستدامة.
نحث على ضرورة مواصلة الجهود في سبيل تعزيز الإصلاح الإداري والبحث عن أفضل الممارسات والحلول الإبداعية لتحقيق أهدافه. إن القدرة على تحسين كفاءة الحكومة وخدماتها يمكن أن تحقق فعالية أكبر وتقدمًا أكبر في مجتمعاتنا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *