المسؤولية الطبية

المسؤولية الطبية وانواعها و5 من أنواع الخطأ الطبي

المسؤولية الطبية وانواعها و5 من أنواع الخطأ الطبي , تعتبر المسؤولية الطبية موضوعًا حيويًا يتعامل معه قطاع واسع من المجتمع، إذ يرتبط بجوانب حياة الناس وصحتهم. تمتلك الممارسة الطبية دورًا هامًا في تقديم الرعاية الصحية والعلاج للأفراد، ولكن مع ذلك، قد تحدث أوقات تواجه فيها المجتمع تحديات في مجال المسؤولية الطبية. يعتمد الفهم الصحيح للمسؤولية الطبية على دراية بأنواعها وكيفية تطبيقها في السياق الطبي.
في هذا المقال، سنبدأ بالتعريف بمفهوم المسؤولية الطبية ومن ثم سنستعرض أنواعها المختلفة. سنستكشف تفصيلياً كيف يتم تحديد المسؤولية في العمل الطبي، وكيف تؤثر هذه المسؤولية على الأطباء والممارسين الصحيين والمرضى على حد سواء. إن فهم المسؤولية الطبية هو أمر بالغ الأهمية لضمان تقديم الرعاية الصحية على أعلى مستوى من الجودة والأمان، وللحفاظ على حقوق الأفراد وتعزيز الثقة في النظام الصحي.

المسؤولية الطبية:

المسؤولية الطبية هي التزام الطبيب بتحمل الضرر الذي يلحق بالمريض نتيجة خطئه المهني.

أنواع المسؤولية الطبية

تقسم المسؤولية الطبية إلى نوعين رئيسيين، هما:

1. المسؤولية العقدية: وهي مسؤولية الطبيب تجاه المريض الناشئة عن عقد علاج، ويُشترط لتحققها توافر العناصر التالية:

  • وجود عقد علاج بين الطبيب والمريض.
  • وقوع ضرر بالمريض نتيجة خطأ الطبيب.
  • تحقق علاقة السببية بين خطأ الطبيب والضرر.

2. المسؤولية التقصيرية: وهي مسؤولية الطبيب تجاه المريض الناشئة عن إخلاله بالتزاماته المهنية، ويُشترط لتحققها توافر العناصر التالية:

  • وقوع خطأ من الطبيب.
  • وقوع ضرر بالمريض نتيجة خطأ الطبيب.
  • تحقق علاقة السببية بين خطأ الطبيب والضرر.

أركان المسؤولية الطبية

تتطلب المسؤولية الطبية توافر ثلاثة أركان رئيسية، هما:

  • خطأ الطبيب: وهو الانحراف عن السلوك المهني المألوف، والذي يُتوقع من الطبيب الالتزام به في مثل هذه الحالة.
  • الضرر: وهو الإصابة التي يلحقها الطبيب بالمريض نتيجة خطئه.
  • علاقة السببية: وهي العلاقة التي تربط بين خطأ الطبيب والضرر، بحيث يكون الخطأ هو السبب المباشر للضرر.

أسباب المسؤولية الطبية

تتعدد أسباب المسؤولية الطبية، ومن أهمها ما يلي:

  • عدم الكفاءة المهنية: وهي عدم امتلاك الطبيب للمهارات والقدرات اللازمة لأداء عمله.
  • الإهمال أو التقصير: وهو عدم اتخاذ الطبيب التدابير اللازمة لحماية المريض من الضرر.
  • الخطأ المهني: وهو الخطأ الذي يقع فيه الطبيب أثناء ممارسة عمله الطبي.

مسؤولية الطبيب عن الخطأ الطبي:

تؤدي المسؤولية الطبية إلى إلزام الطبيب بتعويض المريض عن الضرر الذي لحق به، وذلك إما على سبيل التعويض المدني، أو على سبيل التعويض الجنائي.

التعويض المدني: هو التعويض الذي يُدفع للمريض من قبل الطبيب، وذلك لتعويضه عن الضرر المادي والمعنوي الذي لحق به.

التعويض الجنائي: هو العقوبة التي يُفرضها القانون على الطبيب، وذلك كجزاء على خطئه المهني.

مسؤولية الطبيب عن الخطأ الطبي في القانون المصري

تنص المادة 224 من القانون المدني المصري على أنه “كل خطأ سبب ضررًا للغير يلزم من أحدثه بالتعويض”.

وتطبيقًا لهذه المادة، فإن الطبيب الذي يخطئ في أداء واجباته المهنية، ويتسبب في ضرر للمريض، يكون مسئولًا عن هذا الضرر، ويلزم بتعويض المريض عنه.

ولكي تتحقق مسؤولية الطبيب عن الخطأ الطبي، يجب توافر الشروط التالية:

  • أن يقع خطأ من الطبيب.
  • أن يتسبب هذا الخطأ في ضرر للمريض.
  • أن يكون هناك علاقة سببية بين الخطأ والضرر.

أمثلة على الخطأ الطبي

من أمثلة الخطأ الطبي ما يلي:

  • خطأ التشخيص: وهو وضع الطبيب لتشخيص خاطئ للمرض الذي يعاني منه المريض.
  • خطأ العلاج: وهو وصف الطبيب لعلاج غير مناسب للمرض الذي يعاني منه المريض، أو عدم اتخاذ التدابير اللازمة لمنع حدوث مضاعفات للعلاج.
  • خطأ الجراحة: وهو وقوع خطأ أثناء إجراء عملية جراحية، يؤدي إلى إصابة المريض.

المسؤولية الطبية في المملكة العربية السعودية:

تنظم المسؤولية الطبية في المملكة العربية السعودية مجموعة من الأنظمة والقوانين، منها:

***نظام مزاولة المهن الصحية: ينص هذا النظام على أن على كل من يمارس مهنة صحية أن يبذل العناية الواجبة، وأن يمارس المهنة وفقًا للمعايير المهنية المقبولة.
***نظام التأمين الصحي التعاوني: ينص هذا النظام على أن شركات التأمين التعاوني ملزمة بتغطية المسؤولية الطبية للمنشآت الصحية والممارسين الصحيين.
***قانون العقوبات: ينص هذا القانون على أن المسؤولية الجنائية عن الخطأ الطبي تتحقق في حالة وقوع ضرر جسيم أو وفاة نتيجة خطأ طبي.

آثار المسؤولية الطبية في المملكة العربية السعودية

تؤدي المسؤولية الطبية في المملكة العربية السعودية إلى إلزام الطبيب بتعويض المريض عن الضرر الذي لحق به، وذلك إما على سبيل التعويض المدني، أو على سبيل التعويض الجنائي.

التعويض المدني عن الخطأ الطبي في المملكة العربية السعودية

يجوز للمريض الذي يتعرض لضرر نتيجة خطأ طبي أن يطالب الطبيب بالتعويض عن هذا الضرر، وذلك وفقًا لأحكام نظام التأمين الصحي التعاوني.

ويشمل التعويض المدني عن الخطأ الطبي الضرر المادي، مثل نفقات العلاج والأدوية، والضرر المعنوي، مثل الألم والمعاناة.

العقوبة الجنائية عن الخطأ الطبي في المملكة العربية السعودية

يجوز للنيابة العامة أن تحيل الطبيب إلى المحكمة الجنائية إذا تبين لها أن خطأ الطبيب قد تسبب في وفاة المريض أو ضرر جسيم.

وإذا ثبتت مسؤولية الطبيب عن الخطأ الطبي، فقد يحكم عليه بعقوبة السجن أو الغرامة المالية، أو بالعقوبتين معًا.

تلعب المسؤولية الطبية دورًا مهمًا في حماية حقوق المريض في المملكة العربية السعودية، وذلك من خلال ضمان تعويض المريض عن الضرر الذي يلحق به نتيجة خطأ الطبيب، وردع الأطباء عن ارتكاب الأخطاء المهنية.

أنواع الخطأ الطبي:

يمكن تقسيم الخطأ الطبي إلى عدة أنواع، منها:

  1. خطأ التشخيص: وهو وضع الطبيب لتشخيص خاطئ للمرض الذي يعاني منه المريض.
  2. خطأ العلاج: وهو وصف الطبيب لعلاج غير مناسب للمرض الذي يعاني منه المريض، أو عدم اتخاذ التدابير اللازمة لمنع حدوث مضاعفات للعلاج.
  3. خطأ الجراحة: وهو وقوع خطأ أثناء إجراء عملية جراحية، يؤدي إلى إصابة المريض.
  4. خطأ التوليد: وهو وقوع خطأ أثناء الولادة، يؤدي إلى إصابة الأم أو الطفل.
  5. خطأ الصيدلي: وهو إعطاء الصيدلي دواء غير مناسب للمريض، أو إعطاء جرعة خاطئة من الدواء.
  6. خطأ التمريض: وهو عدم اتخاذ الممرضة التدابير اللازمة لرعاية المريض، أو إهمال المريض.

أسباب الخطأ الطبي

تتعدد أسباب الخطأ الطبي، ومن أهمها ما يلي:

  1. عدم الكفاءة المهنية: وهي عدم امتلاك الطبيب للمهارات والقدرات اللازمة لأداء عمله.
  2. الإهمال أو التقصير: وهو عدم اتخاذ الطبيب التدابير اللازمة لحماية المريض من الضرر.
  3. الخطأ المهني: وهو الخطأ الذي يقع فيه الطبيب أثناء ممارسة عمله الطبي.

آثار الخطأ الطبي

يمكن أن تؤدي الأخطاء الطبية إلى مجموعة من الآثار الضارة، منها:

  • الضرر الجسدي: وهو إصابة المريض بمرض أو عجز.
  • الضرر النفسي: وهو معاناة المريض من الألم والمعاناة.
  • الوفاة: في بعض الحالات قد يؤدي الخطأ الطبي إلى وفاة المريض.

المسؤولية الطبية في القانون العراقي:

تنظم المسؤولية الطبية في القانون العراقي مجموعة من القوانين، منها قانون مزاولة مهنة الطب، وقانون المسؤولية المدنية، وقانون العقوبات.

ويُشترط لتحقق المسؤولية الطبية في القانون العراقي توافر ثلاثة أركان رئيسية، وهي:

خطأ الطبيب: وهو الانحراف عن السلوك المهني المألوف، والذي يُتوقع من الطبيب الالتزام به في مثل هذه الحالة.
الضرر: وهو الإصابة التي يلحقها الطبيب بالمريض نتيجة خطئه.
علاقة السببية: وهي العلاقة التي تربط بين خطأ الطبيب والضرر، بحيث يكون الخطأ هو السبب المباشر للضرر.

وعلى الرغم من وجود تشريعات عراقية تنظم المسؤولية الطبية، إلا أن هناك عددًا من التحديات التي تواجه تطبيق هذه التشريعات، ومن أهم هذه التحديات ما يلي:

ضعف الثقافة القانونية لدى المجتمع العراقي: حيث لا يدرك الكثير من العراقيين حقوقهم القانونية في حالة تعرضهم لضرر نتيجة خطأ طبي.
ضعف الرقابة على المنشآت الصحية: حيث لا توجد آليات فعالة للرقابة على المنشآت الصحية، للتأكد من التزامها بالمعايير المهنية.

ولمواجهة هذه التحديات، لابد من تعزيز الثقافة القانونية لدى المجتمع العراقي، وتطوير آليات الرقابة على المنشآت الصحية، وذلك من أجل حماية حقوق المريض، وردع الأطباء عن ارتكاب الأخطاء المهنية.

ولمواجهة هذا التحدي، لابد من توعية المجتمع العراقي بحقوقه القانونية في حالة تعرضه لضرر نتيجة خطأ طبي. ويمكن القيام بذلك من خلال حملات التوعية الإعلامية، وبرامج التعليم القانوني، وإصدار التشريعات التي تسهل على المرضى المطالبة بالتعويض عن الضرر الذي لحق بهم.

مسؤولية الطبيب تجاه المريض:

تُعد مسؤولية الطبيب تجاه المريض من أهم المبادئ التي تنظم العلاقة بين الطبيب والمريض. وتُستند هذه المسؤولية إلى فكرة أن الطبيب هو خبير طبي، وأن المريض يعتمد عليه في الحصول على الرعاية الطبية اللازمة.

وتتمثل مسؤولية الطبيب تجاه المريض في مجموعة من الالتزامات، منها:

  • بذل العناية الواجبة: ويعني ذلك أن الطبيب يجب أن يبذل قصارى جهده لرعاية المريض، وأن يأخذ جميع التدابير اللازمة لحماية المريض من الضرر.
  • الحصول على موافقة المريض: يجب على الطبيب الحصول على موافقة المريض قبل إجراء أي إجراء طبي.
  • إبلاغ المريض بمخاطر العلاج: يجب على الطبيب إبلاغ المريض بجميع المخاطر المحتملة لأي علاج قبل أن يوافق المريض على إجراء العلاج.
  • حفظ سرية المريض: يجب على الطبيب الحفاظ على سرية المعلومات الخاصة بالمريض.

المسؤولية المدنية والجنائية في الأخطاء الطبية:

تُعد الأخطاء الطبية من القضايا المهمة التي تشغل بال المجتمع، وذلك نظرًا إلى أنها تتعلق بحق أساسي من حقوق الإنسان، وهو حق الإنسان في الحصول على رعاية طبية سليمة ومسؤولة.

وإذا تسبب الطبيب في ضرر للمريض نتيجة خطأ طبي، فقد يُسأل عن مسؤوليته المدنية والجنائية.

المسؤولية المدنية

تُعد المسؤولية المدنية هي المسؤولية الأكثر شيوعًا في الأخطاء الطبية. وتتمثل هذه المسؤولية في إلزام الطبيب بتعويض المريض عن الضرر الذي لحق به.

ويُشترط لتحقق المسؤولية المدنية عن الخطأ الطبي توافر ثلاثة أركان رئيسية، وهي:

  • خطأ الطبيب: وهو الانحراف عن السلوك المهني المألوف، والذي يُتوقع من الطبيب الالتزام به في مثل هذه الحالة.
  • الضرر: وهو الإصابة التي يلحقها الطبيب بالمريض نتيجة خطئه.
  • علاقة السببية: وهي العلاقة التي تربط بين خطأ الطبيب والضرر، بحيث يكون الخطأ هو السبب المباشر للضرر.

ويمكن أن يشمل التعويض المدني عن الخطأ الطبي مجموعة من الأضرار، منها:

  • الضرر المادي: وهو النفقات التي تكبدها المريض نتيجة الخطأ الطبي، مثل نفقات العلاج والأدوية.
  • الضرر المعنوي: وهو الألم والمعاناة التي يتعرض لها المريض نتيجة الخطأ الطبي.
  • الضرر الاقتصادي: وهو الخسارة التي يتعرض لها المريض نتيجة الخطأ الطبي، مثل فقدان الوظيفة أو العجز الدائم.

المسؤولية الجنائية

تُعد المسؤولية الجنائية هي المسؤولية الأقل شيوعًا في الأخطاء الطبية. وتتمثل هذه المسؤولية في معاقبة الطبيب بعقوبة السجن أو الغرامة المالية، أو بالعقوبتين معًا.

ويُشترط لتحقق المسؤولية الجنائية عن الخطأ الطبي توافر ثلاثة أركان رئيسية، وهي:

  • الخطأ الطبي: وهو الانحراف عن السلوك المهني المألوف، والذي يُتوقع من الطبيب الالتزام به في مثل هذه الحالة.
  • الضرر: وهو الإصابة التي يلحقها الطبيب بالمريض نتيجة خطئه.
  • علاقة السببية: وهي العلاقة التي تربط بين خطأ الطبيب والضرر، بحيث يكون الخطأ هو السبب المباشر للضرر.

وتشمل الجرائم الطبية مجموعة من الأفعال، منها:

  • القتل العمد: وهو إحداث الموت للمريض عمدًا.
  • القتل الخطأ: وهو إحداث الموت للمريض نتيجة إهمال أو تقصير من الطبيب.
  • الإصابة العمدية: وهي إحداث إصابة للمريض عمدًا.
  • الإصابة الخطأ: وهي إحداث إصابة للمريض نتيجة إهمال أو تقصير من الطبيب

عقوبة الخطأ الطبي:

تُعد عقوبة الخطأ الطبي من القضايا المهمة التي تشغل بال المجتمع، وذلك نظرًا إلى أنها تتعلق بحق أساسي من حقوق الإنسان، وهو حق الإنسان في الحصول على رعاية طبية سليمة ومسؤولة.

وبشكل عام، تتفق عقوبة الخطأ الطبي في مصر والسعودية من حيث التجريم والعقوبات، حيث أن كلا البلدين يعاقب على الخطأ الطبي العمدي، سواء أكان القصد الجنائي مباشرًا أم غير مباشر، وذلك بالسجن أو الغرامة المالية، أو بالعقوبتين معًا.

أما الخطأ الطبي غير العمدي، فيعاقب عليه كلا البلدين أيضًا، وذلك بالسجن أو الغرامة المالية، أو بالعقوبتين معًا، ولكن وفقًا لدرجة خطورة الضرر الذي لحق بالمريض.

تفق مصر والسعودية في أن عقوبة الخطأ الطبي هي وسيلة لردع الأطباء عن ارتكاب الأخطاء الطبية، ولحماية حقوق المرضى. ولكن هناك بعض الاختلافات في العقوبات التي يمكن أن يواجهها الطبيب في كل بلد.

ففي مصر، يمكن أن يُعاقب الطبيب بالسجن لمدة تصل إلى 15 سنة إذا تسبب خطأه في وفاة المريض. أما في السعودية، فيمكن أن يُعاقب الطبيب بالسجن لمدة تصل إلى 30 سنة في نفس الحالة.

وهذه الاختلافات في العقوبات ترجع إلى عدة عوامل، منها:

ثقافة المجتمع: ففي مصر، يُنظر إلى الطبيب على أنه شخص مقدس، وبالتالي يُتوقع منه أن يكون أكثر حرصًا على حياة المريض.
الظروف الاقتصادية: ففي السعودية، يُتوقع من الطبيب أن يكون أكثر حرصًا على حياته المهنية، وذلك نظرًا إلى أن المهنة الطبية مهنة شريفة وذات مكانة عالية في المجتمع.

وبشكل عام، يُعتقد أن زيادة العقوبات على الخطأ الطبي من شأنها أن تساهم في الحد من وقوع هذه الأخطاء.

الفرق بين الإهمال الطبي والخطأ الطبي:

الإهمال الطبي والخطأ الطبي هما مصطلحان يُستخدمان لوصف الأخطاء الطبية، ولكن هناك بعض الاختلافات الجوهرية بينهما.

الإهمال الطبي هو عدم اتخاذ الطبيب الاحتياطات اللازمة لمنع حدوث ضرر للمريض، أو عدم القيام بالإجراءات اللازمة لرعاية المريض.
الخطأ الطبي هو إجراء الطبيب لشيء خاطئ، أو عدم إجراء شيء صحيح.

الاختلافات الرئيسية بين الإهمال الطبي والخطأ الطبي هي:

  • القصد: الإهمال الطبي هو عدم قصد الإضرار بالمريض، بينما الخطأ الطبي قد يكون عمدًا أو غير عمدًا.
  • المسؤولية: الإهمال الطبي يُعتبر مسؤولية قانونية، بينما الخطأ الطبي قد يكون مسؤولية قانونية أو أخلاقية.
  • العقوبة: الإهمال الطبي قد يُعاقب عليه بالسجن أو الغرامة المالية، بينما الخطأ الطبي قد يُعاقب عليه بالسجن أو الغرامة المالية أو التعليق أو الإبعاد من المهنة الطبية.

أمثلة على الإهمال الطبي:

  • عدم إجراء الطبيب الفحص البدني اللازم للمريض قبل إجراء العملية الجراحية.
  • عدم إعطاء الطبيب المريض الأدوية اللازمة.
  • عدم إبلاغ الطبيب المريض بالمخاطر المحتملة للعلاج.

أمثلة على الخطأ الطبي:

  • إجراء الطبيب عملية جراحية خاطئة.
  • تشخيص الطبيب المرض بشكل خاطئ.
  • إعطاء الطبيب المريض دواء خاطئ.

الخطأ الطبي في الفقه الإسلامي:

تُعد مهنة الطب من أشرف المهن في الإسلام، حيث أنها تتعلق بحفظ النفس البشرية التي هي أغلى ما يملك الإنسان. ولذلك، فإن الفقه الإسلامي يضع قواعد ومعايير محددة للطبيب، وذلك بهدف الحفاظ على سلامة المريض وكرامته.

وفيما يتعلق بالخطأ الطبي، فقد تناوله الفقه الإسلامي من خلال عدة جوانب، منها:

تعريف الخطأ الطبي: عرف الفقهاء الخطأ الطبي بأنه “الانحراف عن السلوك المهني المألوف، والذي يُتوقع من الطبيب الالتزام به في مثل هذه الحالة”.
مسؤولية الطبيب عن الخطأ الطبي: يرى الفقهاء أن الطبيب يكون مسؤولًا عن الخطأ الطبي الذي يرتكبه، وذلك إذا ثبت توافر أركان المسؤولية، وهي:
خطأ الطبيب: وهو الانحراف عن السلوك المهني المألوف، والذي يُتوقع من الطبيب الالتزام به في مثل هذه الحالة.
الضرر: وهو الإصابة التي يلحقها الطبيب بالمريض نتيجة خطئه.
علاقة السببية: وهي العلاقة التي تربط بين خطأ الطبيب والضرر، بحيث يكون الخطأ هو السبب المباشر للضرر.

عقوبة الخطأ الطبي:

القتل الخطأ: إذا تسبب الخطأ الطبي في وفاة المريض، فقد يُعاقب الطبيب بالسجن أو الغرامة المالية، أو بالعقوبتين معًا.
الإصابة الخطأ: إذا تسبب الخطأ الطبي في إصابة المريض، فقد يُعاقب الطبيب بالسجن أو الغرامة المالية، أو بالعقوبتين معًا.

أمثلة على الخطأ الطبي في الفقه الإسلامي:

إعطاء الطبيب المريض دواء خاطئ، مما أدى إلى وفاته.
إجراء الطبيب عملية جراحية خاطئة، مما أدى إلى إصابة المريض بعجز دائم.
تشخيص الطبيب المرض بشكل خاطئ، مما أدى إلى تأخير العلاج وتفاقم الحالة المرضية.

كم مبلغ تعويض الخطأ الطبي:

يعتمد مبلغ تعويض الخطأ الطبي على عدة عوامل، منها:

نوع الخطأ الطبي: فكلما كان الخطأ خطيرًا، كلما كان التعويض أكبر.
مدى الضرر الذي لحق بالمريض: فكلما كان الضرر أكبر، كلما كان التعويض أكبر.
الظروف الاجتماعية والاقتصادية للمريض: فكلما كانت الظروف الاجتماعية والاقتصادية للمريض أكثر صعوبة، كلما كان التعويض أكبر.

وفيما يلي بعض الأمثلة على مبالغ التعويض التي تم الحكم بها في بعض القضايا المتعلقة بالخطأ الطبي:

  • في مصر، حكمت محكمة النقض المصرية عام 2023 بتعويض قدره 10 ملايين جنيه مصري لأسرة مريض توفي نتيجة خطأ طبي.
  • وفي السعودية، حكمت محكمة الاستئناف السعودية عام 2023 بتعويض قدره 5 ملايين ريال سعودي لمريض أصيب بعجز دائم نتيجة خطأ طبي.

في الختام، يُظهر استعراضنا للمسؤولية الطبية وأنواعها أهمية فهم هذا المفهوم الحيوي في مجال الرعاية الصحية. إن المسؤولية الطبية ليست مجرد مسألة قانونية، بل هي أيضًا مسألة أخلاقية واجتماعية تتعامل مع حياة الأفراد وصحتهم. إن تحقيق التوازن الصحيح بين حماية حقوق المرضى ودعم العاملين في القطاع الصحي يعزز من نوعية الرعاية الصحية ويسهم في تحسين أداء الممارسين الصحيين.
نحث على أهمية تعزيز الشفافية والتواصل الفعال بين الأطباء والمرضى وأعضاء الفريق الطبي، وذلك للحفاظ على الثقة وتعزيز السلامة في مجال الرعاية الصحية. كما يجب تعزيز التدريب والتعليم المستمر للعاملين في المجال الصحي لضمان تقديم الرعاية الصحية بأعلى مستويات الكفاءة والأمان.
في النهاية، المسؤولية الطبية هي عنصر أساسي لضمان تقديم الرعاية الصحية على نحو يحقق أعلى معايير الجودة والأمان، وهي تعبر عن التزام القطاع الصحي بالرعاية الصحية الأمثل للمرضى.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *