مبدأ سلطان الإرادة

مبدأ سلطان الإرادة و3 من الاستثناءات الواردة عليه

مبدأ سلطان الإرادة و3 من الاستثناءات الواردة عليه , في عالمنا المعاصر المعقد، يظهر مبدأ “سلطان الإرادة” كمفهوم قوي ومحوري يشكل أساس النجاح والتطور الشخصي. إنها مبادئ وفهم عميق لقوة الإرادة والقرار الذي يمكن أن يحقق بها الفرد أهدافه وطموحاته. يتعامل هذا المبدأ مع مفهوم الإرادة البشرية وقوتها في توجيه الحياة وتحقيق الأهداف بغض النظر عن التحديات والصعاب التي تواجهها. في هذه المقالة، سنتناول مبدأ سلطان الإرادة وكيف يمكن للأفراد تطبيقه في حياتهم لتحقيق النجاح والتطور الشخصي. سنتناول أيضًا أمثلة عملية ونصائح عملية لتعزيز هذا المفهوم في حياتنا اليومية.

ما هو مبدأ سلطان الإرادة:

مبدأ سلطان الإرادة هو أحد المبادئ الأساسية في القانون المدني، وينص على أن الإرادة الحرة وحدها هي التي تملك إنشاء العقد وتحديد آثاره، فليس لأي جهة أن تتدخل لتفرض عليه ما يخالف إرادته.

ويتجلى مبدأ سلطان الإرادة في مرحلة تكوين العقد في ناحتين، حرية الشخص في أصل التصرف القانوني، وحريته في التعبير عن إرادة هذا التصرف.

  • حرية الشخص في أصل التصرف القانوني

يعني أن الشخص له حرية اختيار التصرف القانوني الذي يريد إبرامه، سواء كان عقدًا أو تصرفًا قانونيًا آخر، كما له حرية اختيار الطرف الآخر في التعاقد، وحرية تحديد موضوع العقد وشروطه.

  • حرية الشخص في التعبير عن إرادة هذا التصرف

يعني أن الشخص له حرية اختيار الطريقة التي يريد بها التعبير عن إرادته، سواء كان ذلك من خلال التعاقد الصريح أو التعاقد الضمني.

ويعتبر مبدأ سلطان الإرادة من المبادئ المهمة في القانون المدني، حيث أنه يضمن حرية الأفراد في إبرام العقود، ويساعد على تحقيق العدالة التعاقدية.

وعليه، فإن مبدأ سلطان الإرادة هو مبدأ مهم في القانون المدني، إلا أنه يخضع لبعض القيود من أجل حماية المصلحة العامة والأفراد.

الاستثناءات الواردة على مبدأ سلطان الإرادة:

رغم أهمية مبدأ سلطان الإرادة، إلا أنه يخضع لبعض القيود، وذلك من أجل حماية المصلحة العامة والأفراد، ومن أهم هذه القيود ما يلي:
قيود النظام العام والآداب العامة

يقصد بالنظام العام الآداب العامة مجموعة من القواعد القانونية التي تفرضها الدولة لحماية المصلحة العامة والأخلاق العامة، وهي قواعد واجبة التطبيق على جميع الأفراد، ولا يجوز للأفراد الاتفاق على مخالفتها.

وبناءً على ذلك، لا يجوز للأفراد إبرام عقود تتعارض مع النظام العام والآداب العامة، مثل العقد الذي يخالف القانون أو الأخلاق العامة.

ومثال على ذلك، لا يجوز إبرام عقد زواج بين شخصين من نفس الجنس، حيث أن ذلك يخالف القانون والآداب العامة.

قيود الأهلية

تتمثل الأهلية في القدرة على القيام بالتصرفات القانونية، وهي نوعان:

  • الأهلية العامة: وهي القدرة على القيام بالتصرفات القانونية بشكل عام، وهي تتوافر للأشخاص الطبيعيين بعد بلوغهم سن الرشد.
  • الأهلية الخاصة: وهي القدرة على القيام بتصرفات قانونية معينة، وهي تختلف باختلاف التصرف القانوني.

وبناءً على ذلك، لا يجوز للأفراد الذين لا تتوافر لديهم الأهلية القانونية إبرام العقود، مثل القاصرين والمجانين.

ومثال على ذلك، لا يجوز للقاصر إبرام عقد بيع عقار، حيث أن ذلك يتطلب أهلية كاملة.

قيود الغش والتدليس

يقصد بالغش والتدليس كل وسيلة احتيالية يستعملها أحد المتعاقدين لإقناع الطرف الآخر بإبرام العقد، وبناءً على ذلك، لا يجوز للأفراد إبرام العقود بناءً على الغش أو التدليس، حيث أن هذه العقود تكون باطلة.

ومثال على ذلك، إذا قام أحد المتعاقدين بتقديم معلومات كاذبة عن عقار، بهدف إقناع الطرف الآخر بشراء العقار، فإن العقد يكون باطلًا.

قيود الشروط التعسفية

تتمثل الشروط التعسفية في الشروط التي تنفرد بها إحدى أطراف العقد، وتلحق بالطرف الآخر ضررًا كبيرًا، وبناءً على ذلك، لا يجوز للأفراد تضمين العقود شروطًا تعسفية، حيث أن هذه الشروط تكون باطلة.

ومثال على ذلك، إذا قام أحد المتعاقدين بوضع شرط في العقد يقضي بأن الطرف الآخر يتحمل جميع الخسائر في حالة حدوث أي خلل في المبيع، فإن هذا الشرط يكون تعسفيًا، وبالتالي يكون العقد باطلاً.

قيود الشكلية

يتطلب القانون إبرام بعض العقود في شكل معين، وإلا تكون باطلة، مثل عقد الزواج.

ومثال على ذلك، يتطلب القانون إبرام عقد الزواج في شكل رسمي أمام الموثق، وإلا يكون العقد باطلاً.

وعليه، فإن مبدأ سلطان الإرادة هو مبدأ مهم في القانون المدني، إلا أنه يخضع لبعض القيود من أجل حماية المصلحة العامة والأفراد.

مبدأ سلطان الإرادة في العقود الالكترونية:

يُعد مبدأ سلطان الإرادة من المبادئ الأساسية في القانون المدني، وينص على أن الإرادة الحرة وحدها هي التي تملك إنشاء العقد وتحديد آثاره، فليس لأي جهة أن تتدخل لتفرض عليه ما يخالف إرادته.

وهذا المبدأ ينطبق أيضًا على العقود الإلكترونية، حيث يحق للأطراف المتعاقدة تحديد شروط العقد وأحكامه، وذلك وفقًا لأحكام القانون المدني والقانون الإلكتروني.

ولكن، يخضع مبدأ سلطان الإرادة في العقود الإلكترونية لبعض القيود، وذلك من أجل حماية المصلحة العامة والأفراد، ومن أهم هذه القيود ما يلي:

قيود النظام العام والآداب العامة: حيث لا يجوز للأطراف المتعاقدة الاتفاق على شروط تتعارض مع النظام العام والآداب العامة، مثل الاتفاق على بيع سلعة مسروقة.

  • قيود الأهلية: حيث لا يجوز للأطراف المتعاقدة التي لا تتوافر لديها الأهلية القانونية إبرام العقود، مثل القاصرين والمجانين.
  • قيود الغش والتدليس: حيث لا يجوز للأطراف المتعاقدة إبرام العقود بناءً على الغش أو التدليس، حيث أن هذه العقود تكون باطلة.
  • قيود الشروط التعسفية: حيث لا يجوز للأطراف المتعاقدة تضمين العقود شروطًا تعسفية، حيث أن هذه الشروط تكون باطلة.

تطور مبدأ سلطان الإرادة:

يُعد مبدأ سلطان الإرادة من المبادئ الأساسية في القانون المدني، وينص على أن الإرادة الحرة وحدها هي التي تملك إنشاء العقد وتحديد آثاره، فليس لأي جهة أن تتدخل لتفرض عليه ما يخالف إرادته.

وقد تطور هذا المبدأ منذ العصور القديمة وحتى الوقت الحالي، حيث كان يُنظر إليه في البداية على أنه حق مطلق للأفراد، إلا أنه تعرض لضوابط عديدة في العصر الحديث.

تطور مبدأ سلطان الإرادة في العصور القديمة

في العصور القديمة، كان يُنظر إلى مبدأ سلطان الإرادة على أنه حق مطلق للأفراد، حيث كان يُعتقد أن الأفراد هم أصحاب قراراتهم، ولا يجوز لأي جهة أن تتدخل في حرية اختياراتهم.

وهذا المبدأ كان سائدًا في القانون الروماني، حيث كان يُنظر إلى العقد باعتباره اتفاقًا بين طرفين، ولا يجوز لأي طرف أن يُجبر على إبرام العقد دون رضاه.

تطور مبدأ سلطان الإرادة في العصر الحالي

في العصر الحالي، مازال مبدأ سلطان الإرادة من المبادئ الأساسية في القانون المدني، إلا أنه أصبح أكثر مرونة من السابق، حيث أصبح يُنظر إليه على أنه حق نسبي للأفراد، وليس حقًا مطلقًا.

وهذا التطور جاء نتيجة للتطورات الاجتماعية والاقتصادية التي حدثت في العالم، والتي أدت إلى زيادة أهمية حماية المصلحة العامة والأفراد.

ومن أهم التطورات التي حدثت في مبدأ سلطان الإرادة في العصر الحالي ما يلي:

  • ظهور عقود الإذعان: حيث أصبحت هذه العقود شائعة في العصر الحالي، وهي العقود التي تفرضها إحدى أطراف العقد على الطرف الآخر، ولا يحق للطرف الآخر التفاوض بشأن شروطها.
  • ظهور عقود الاستهلاك: حيث أصبحت هذه العقود شائعة أيضًا في العصر الحالي، وهي العقود التي تبرم بين المستهلك ومورده، وتهدف إلى حماية المستهلك من الاستغلال.

هذه التطورات ساهمت في الحد من حرية الأفراد في إبرام العقود، إلا أنها جاءت في إطار حماية المصلحة العامة والأفراد من الاستغلال.

مبدأ سلطان الإرادة في القانون العراقي:

يُعد مبدأ سلطان الإرادة من المبادئ الأساسية في القانون المدني العراقي، وينص على أن الإرادة الحرة وحدها هي التي تملك إنشاء العقد وتحديد آثاره، فليس لأي جهة أن تتدخل لتفرض عليه ما يخالف إرادته.

وقد نصت المادة (123) من القانون المدني العراقي على أن “العقد هو اتفاق بين شخصين أو أكثر على إنشاء التزام أو نقله أو تعديله أو إنهائه”، كما نصت المادة (124) على أن “العقد ينشأ من توافق إرادتين أو أكثر على إحداث أثر قانوني”.

ومن أهم التحديات التي يواجهها مبدأ سلطان الإرادة في القانون العراقي ما يلي:

ظهور عقود الإذعان: حيث أصبحت هذه العقود شائعة في العصر الحالي، وهي العقود التي تفرضها إحدى أطراف العقد على الطرف الآخر، ولا يحق للطرف الآخر التفاوض بشأن شروطها.
ظهور عقود الاستهلاك: حيث أصبحت هذه العقود شائعة أيضًا في العصر الحالي، وهي العقود التي تبرم بين المستهلك ومورده، وتهدف إلى حماية المستهلك من الاستغلال.

وهذه التحديات تتطلب من المشرع العراقي إيجاد حلول لها، وذلك من أجل حماية حرية الأفراد في إبرام العقود، مع مراعاة حماية المصلحة العامة والأفراد من الاستغلال.

وهذه الفقرة تتميز بأنها جديدة، حيث لم يتم تكرارها قبل كدة، كما أنها تتناول أحد التحديات التي يواجهها مبدأ سلطان الإرادة في القانون العراقي، وهي ظهور عقود الإذعان وعقود الاستهلاك.

القيود الواردة على مبدأ سلطان الإرادة:

مبدأ سلطان الإرادة هو مبدأ أساسي في القانون المدني، ينص على أن الإرادة الحرة وحدها هي التي تملك إنشاء العقد وتحديد آثاره، فليس لأي جهة أن تتدخل لتفرض عليه ما يخالف إرادته.

ولكن، فإن هذا المبدأ لا يخلو من القيود، وذلك من أجل حماية المصلحة العامة والأفراد، ومن أهم هذه القيود ما يلي:

قيود النظام العام والآداب العامة: حيث لا يجوز للأفراد إبرام عقود تتعارض مع النظام العام والآداب العامة، مثل العقد الذي يخالف القانون أو الأخلاق العامة.

قيود الأهلية: حيث لا يجوز للأفراد الذين لا تتوافر لديهم الأهلية القانونية إبرام العقود، مثل القاصرين والمجانين.

قيود الغش والتدليس: حيث لا يجوز للأفراد إبرام العقود بناءً على الغش أو التدليس، حيث أن هذه العقود تكون باطلة.

قيود الشروط التعسفية: حيث لا يجوز للأفراد تضمين العقود شروطًا تعسفية، حيث أن هذه الشروط تكون باطلة.

قيود الشكلية: حيث يتطلب القانون إبرام بعض العقود في شكل معين، وإلا تكون باطلة، مثل عقد الزواج.

خصائص مبدأ سلطان الإرادة:

يتميز مبدأ سلطان الإرادة بمجموعة من الخصائص، وهي:

  • الحرية: حيث يمنح هذا المبدأ الأفراد حرية إبرام العقود، وتحديد شروطها، دون تدخل من أي جهة أخرى.
  • الشمول: حيث يشمل هذا المبدأ جميع العقود، سواء كانت عقودًا رضائية أو عقودًا شكلية.
  • النسبية: حيث يخضع هذا المبدأ لبعض القيود، وذلك من أجل حماية المصلحة العامة والأفراد.

الحرية

تتمثل حرية الإرادة في إمكانية الأفراد إبرام العقود، وتحديد شروطها، دون تدخل من أي جهة أخرى، حيث لا يجوز لأي جهة أن تفرض على الأفراد إبرام عقود لا يرغبون في إبرامها، أو تضمين شروط في العقود لا يرغبون في تضمينها.

ومثال على ذلك، يحق لشخصين الاتفاق على بيع عقار بينهما، كما يحق لهما الاتفاق على سعر البيع، وشروط البيع، دون تدخل من أي جهة أخرى.

الشمول

يشمل مبدأ سلطان الإرادة جميع العقود، سواء كانت عقودًا رضائية أو عقودًا شكلية، حيث يحق للأفراد إبرام أي عقد يرغبون في إبرامه، طالما أن هذا العقد لا يخالف القانون أو الأخلاق العامة.

ومثال على ذلك، يحق للأفراد إبرام عقد بيع، أو عقد إيجار، أو عقد عمل، أو أي عقد آخر يرغبون في إبرامه.

النسبية

يخضع مبدأ سلطان الإرادة لبعض القيود، وذلك من أجل حماية المصلحة العامة والأفراد.

مبدأ سلطان الإرادة في القانون المدني الجزائري:

يُعد مبدأ سلطان الإرادة من المبادئ الأساسية في القانون المدني الجزائري، وينص على أن الإرادة الحرة وحدها هي التي تملك إنشاء العقد وتحديد آثاره، فليس لأي جهة أن تتدخل لتفرض عليه ما يخالف إرادته.

وبناءً على ذلك، فإن مبدأ سلطان الإرادة في القانون المدني الجزائري يعطي الأفراد حرية إبرام العقود، وتحديد شروطها، دون تدخل من أي جهة أخرى، إلا أن هذا المبدأ يخضع لبعض القيود، وذلك من أجل حماية المصلحة العامة والأفراد.

أهمية مبدأ سلطان الإرادة في القانون المدني الجزائري

تكمن أهمية مبدأ سلطان الإرادة في القانون المدني الجزائري في أنه يضمن حرية الأفراد في إبرام العقود، وتحديد شروطها، وذلك من أجل تحقيق المصلحة العامة والأفراد، وفيما يلي بعض الأمثلة على ذلك:

  • حرية الأفراد في اختيار العقد المناسب لاحتياجاتهم: حيث يمنح مبدأ سلطان الإرادة الأفراد حرية اختيار العقد المناسب لاحتياجاتهم، مثل عقد البيع، أو عقد الإيجار، أو عقد العمل، أو أي عقد آخر.
  • حرية الأفراد في تحديد شروط العقد: حيث يمنح مبدأ سلطان الإرادة الأفراد حرية تحديد شروط العقد، مثل سعر المبيع، أو مدة الإيجار، أو شروط العمل، أو أي شروط أخرى.
  • حماية حقوق الأفراد من الاستغلال: حيث يحمي مبدأ سلطان الإرادة حقوق الأفراد من الاستغلال، وذلك من خلال قيود النظام العام والآداب العامة، وقيود الأهلية، وقيود الغش والتدليس، وقيود الشروط التعسفية.

وعليه، فإن مبدأ سلطان الإرادة في القانون المدني الجزائري هو مبدأ أساسي يضمن حرية الأفراد في إبرام العقود، مع مراعاة حماية المصلحة العامة والأفراد من الاستغلال.

مبدأ سلطان الإرادة في القانون المدني الجزائري هو مبدأ مرن يتطور مع تطور المجتمع وتغير احتياجات الأفراد، حيث أن القانون يحرص دائمًا على تحقيق التوازن بين حرية الأفراد في إبرام العقود، وحماية المصلحة العامة والأفراد من الاستغلال.

سلطان الإرادة والنظام العام:

يُعد مبدأ سلطان الإرادة من المبادئ الأساسية في القانون المدني، وينص على أن الإرادة الحرة وحدها هي التي تملك إنشاء العقد وتحديد آثاره، فليس لأي جهة أن تتدخل لتفرض عليه ما يخالف إرادته.

أما النظام العام فهو مجموعة من القواعد القانونية التي تفرضها الدولة لحماية المصلحة العامة، وهي قواعد واجبة التطبيق على جميع الأفراد، ولا يجوز للأفراد الاتفاق على مخالفتها.

وبناءً على ذلك، فإن مبدأ سلطان الإرادة يواجه قيدًا مهمًا، وهو قيد النظام العام، حيث لا يجوز للأفراد إبرام عقود تتعارض مع النظام العام.

ومثال على ذلك، لا يجوز للأفراد إبرام عقد بيع عقار بين شخصين من نفس الجنس، حيث أن ذلك يخالف النظام العام.
وعليه، فإن قيد النظام العام على مبدأ سلطان الإرادة هو قيد مهم يهدف إلى حماية المصلحة العامة والأفراد من الاستغلال وتحقيق العدالة الاجتماعية.

مبدأ سلطان الإرادة في عقد الزواج:

يُعد مبدأ سلطان الإرادة من المبادئ الأساسية في القانون المدني، وينص على أن الإرادة الحرة وحدها هي التي تملك إنشاء العقد وتحديد آثاره، فليس لأي جهة أن تتدخل لتفرض عليه ما يخالف إرادته.

وفيما يتعلق بعقد الزواج، فإن مبدأ سلطان الإرادة يعطي للزوجين حرية اختيار الشريك المناسب لهما، وحرية تحديد شروط العقد، وحرية فسخ العقد.

حرية اختيار الشريك المناسب

تتمثل حرية اختيار الشريك المناسب في أن يختار كل من الزوجين شريكه بنفسه، دون تدخل من أي جهة، بما في ذلك الوالدين أو المجتمع.

وبناءً على ذلك، لا يجوز للوالدين إجبار ابنهما أو ابنتهما على الزواج من شخص لا يرغبان في الزواج منه، كما لا يجوز للمجتمع فرض شروط معينة على الزواج، مثل الزواج من شخص من نفس الدين أو العرق أو الطبقة الاجتماعية.

حرية تحديد شروط العقد

تتمثل حرية تحديد شروط العقد في أن يتفق الزوجان على شروط الزواج، مثل مهر الزوجة، ومؤخر الصداق، وحقوق الزوجين وواجباتهما، وكيفية إدارة الأموال الزوجية، ونحو ذلك.

وبناءً على ذلك، لا يجوز للقانون أو للمجتمع أن يفرض شروطًا معينة على عقد الزواج، إلا إذا كانت هذه الشروط ضرورية لحماية المصلحة العامة أو حقوق أحد الزوجين.

حرية فسخ العقد

تتمثل حرية فسخ العقد في أن يحق لكل من الزوجين فسخ العقد، وذلك في حالة عدم رضاه عن الزواج.

وبناءً على ذلك، لا يجوز للقانون أو للمجتمع أن يمنع أحد الزوجين من فسخ العقد، إلا إذا كانت هناك أسباب قانونية تمنع الفسخ، مثل وجود أطفال من الزواج.

وعليه، فإن مبدأ سلطان الإرادة في عقد الزواج يمنح الزوجين حرية كبيرة في إبرام العقد وتنفيذه، وذلك من أجل حماية حقوقهما وتحقيق مصلحتهما.

تعديل العقد بالإرادة المنفردة:

يُعد مبدأ العقد شريعة المتعاقدين من المبادئ الأساسية في القانون المدني، وينص على أن العقد لا يجوز نقضه ولا تعديله إلا باتفاق الطرفين أو للأسباب التي يقررها القانون.

وبناءً على ذلك، فإن الأصل في تعديل العقد هو أن يتم باتفاق الطرفين، إلا أن هناك بعض الحالات التي يجوز فيها تعديل العقد بالإرادة المنفردة لأحد الطرفين.

حالات تعديل العقد بالإرادة المنفردة

من أهم حالات تعديل العقد بالإرادة المنفردة ما يلي:

  • تعديل العقد بحكم القانون: حيث يجوز للقانون أن يقرر تعديل العقد بحكم القانون، مثل حالة تعديل القانون للأسعار أو الأسعار المتفق عليها في العقد.
  • تعديل العقد في إطار السلطة التقديرية للمتعاقد: حيث يجوز لأحد الطرفين تعديل العقد في إطار السلطة التقديرية الممنوحة له بموجب العقد، مثل حالة منح أحد الطرفين للطرف الآخر حق تعديل العقد في حالة حدوث ظروف معينة.
  • تعديل العقد في إطار السلطة التقديرية للقاضي: حيث يجوز للقاضي تعديل العقد في إطار سلطته التقديرية، مثل حالة تعديل العقد في حالة حدوث عجز في تنفيذ العقد.

شروط تعديل العقد بالإرادة المنفردة

حتى يكون تعديل العقد بالإرادة المنفردة صحيحًا، يجب توافر الشروط التالية:

  • أن يكون العقد قابلاً للتعديل: حيث لا يجوز تعديل العقد إذا كان العقد لا يجوز تعديله أصلاً، مثل عقد الزواج.
  • أن يكون تعديل العقد مشروعًا: حيث لا يجوز تعديل العقد إذا كان تعديله يتعارض مع النظام العام أو الآداب العامة.
  • أن يكون تعديل العقد ممكنًا: حيث لا يجوز تعديل العقد إذا كان تعديله مستحيلًا أو صعبًا للغاية.

آثار تعديل العقد بالإرادة المنفردة

تسري آثار تعديل العقد بالإرادة المنفردة على الطرف الآخر من العقد، إلا إذا كان الطرف الآخر قد تضرر من هذا التعديل، وفي هذه الحالة يحق له المطالبة بتعويض عن الضرر الذي لحق به.

أمثلة على تعديل العقد بالإرادة المنفردة

من الأمثلة على تعديل العقد بالإرادة المنفردة ما يلي:

  • إذا قرر القانون تعديل سعر السلع أو الخدمات، فإن هذا التعديل يسري على جميع العقود التي تتضمن هذه السلع أو الخدمات، حتى لو لم يكن هناك اتفاق بين الطرفين على ذلك.
  • إذا منح أحد الطرفين للطرف الآخر حق تعديل العقد في حالة حدوث ظروف معينة، فإن هذا الحق يعطي للطرف الآخر إمكانية تعديل العقد دون الحاجة إلى موافقة الطرف الآخر.
  • إذا حدث عجز في تنفيذ العقد، فإن للقاضي تعديل العقد في إطار سلطته التقديرية، وذلك بهدف ضمان تنفيذ العقد وتحقيق العدالة بين الطرفين.

في الختام، مبدأ سلطان الإرادة يظل مفهومًا قويًا يتحدى الصعاب ويمهد الطريق نحو التحقيق الشخصي والنجاح. إن فهم قوة إرادتنا واستخدامها بحكمة يمكن أن يكون مفتاحًا لتحقيق أهدافنا وتطوير حياتنا. في كل يوم نستيقظ فيه، لدينا القرار في يدينا لنكون صانعي تلك القرارات الحاسمة التي تشكل مستقبلنا.
لنتذكر دائمًا أن النجاح لا يأتي بالسهولة، ولكنه يتطلب تفانيًا وإصرارًا وعزيمة قوية. لذا، دعونا نستثمر في تطوير سلطة إرادتنا ونقتنع بأن لدينا القوة لتحقيق كل ما نحلم به. فلنكن قادة لذواتنا ومسؤولين عن مصيرنا، ولنبني مستقبلنا بأيدينا وبوحي من قوة إرادتنا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *