المساهمة الجنائية

مفهوم المساهمة الجنائية و3 أركان للمساهمة الجنائية

مفهوم المساهمة الجنائية و3 أركان للمساهمة الجنائية , بسمة من التعقيد والشمولية، تندرج مفاهيم الجريمة والعدالة الجنائية ضمن إطار واسع يتعامل مع تحليل السلوك البشري والعوامل المؤثرة في الجريمة. من بين هذه المفاهيم الجوهرية والتي تطرح تحديات فلسفية وقانونية معقدة، تبرز مفهوم المساهمة الجنائية كأحد العناصر الرئيسية في فهم وتقدير الجريمة وتطبيق العقوبات.
إن المساهمة الجنائية تمثل مفهومًا يشير إلى مدى مشاركة الأفراد في ارتكاب جريمة معينة أو مدى تأثيرهم في تنفيذها. وبما أن نظام العدالة الجنائية يعتمد على مبدأ تحقيق العدالة وتوزيع العقوبات بناءً على مدى جرم الفاعل، فإن فهم كيفية تقدير المساهمة الجنائية يعد أمرًا بالغ الأهمية.
في هذا المقال، سنقوم بتفحص مفهوم المساهمة الجنائية بمزيد من التفصيل، وسنستكشف كيف يتم تقديرها وما هي العوامل المؤثرة في هذه العملية. سنتناول أيضًا الأمثلة والحالات التي تلقي الضوء على تطور هذا المفهوم في العدالة الجنائية وكيف يمكن لفهمه أن يساهم في تحقيق العدالة وتوجيه تنفيذ العقوبات بشكل أكثر منصفية وفعالية.

مفهوم المساهمة الجنائية:

في القانون، تُعرَّف المساهمة الجنائية بأنها حالة تعدد الجناة في الجريمة، حيث يساهم أكثر من شخص في ارتكابها.

تعريف المساهمة الجنائية في القانون المصري:

  • عرَّف قانون العقوبات المصري المساهمة الجنائية في المادة 48 منه بأنها: “يوجد اتفاق جنائي كلما اتحد شخصان فأكثر على ارتكاب جناية أو جنحة ما أو على الأعمال المجهزة أو المسهلة لارتكابها، ويعتبر الاتفاق جنائيا سواء أكان الغرض منه جائزا أم لا إذا كان ارتكاب الجنايات أو الجنح من الوسائل التي لوحظت في الوصول إليه”.

تعريف المساهمة الجنائية في القانون الدولي:

  • عرَّف القانون الدولي المساهمة الجنائية بأنها: “حالة اشتراك أكثر من شخص في ارتكاب جريمة دولية، سواء كانت جريمة حرب أو جريمة ضد الإنسانية أو جريمة ضد الإنسانية”.

أهمية المساهمة الجنائية:

  • تلعب المساهمة الجنائية دورًا مهمًا في القانون، حيث أنها تسمح بمحاسبة جميع الأشخاص الذين ساهموا في ارتكاب الجريمة، سواء كانوا قد شاركوا في تنفيذها أو في مساعدتها أو تسهيلها.

أركان المساهمة الجنائية:

أركان المساهمة الجنائية هي الشروط التي يجب توافرها حتى تتحقق المساهمة الجنائية، وتنقسم هذه الأركان إلى ثلاثة أركان رئيسية هي:

وحدة الجريمة: يجب أن تكون الجريمة التي ارتكبها الجناة واحدة، سواء من حيث وصفها القانوني أو من حيث موضوعها أو من حيث الزمان والمكان.
تعدد الجناة: يجب أن يكون هناك أكثر من شخص شارك في ارتكاب الجريمة، سواء بنفس الوقت أو في أوقات مختلفة.
الاشتراك في الفعل المادي: يجب أن يكون هناك اشتراك بين الجناة في الفعل المادي للجريمة، سواء من خلال تنفيذها كلها أو بعضها، أو من خلال المساهمة في تنفيذها.

المساهمة الأصلية في الجريمة:

المساهمة الأصلية في الجريمة هي حالة قيام شخص أو أكثر بتنفيذ الجريمة كلها أو بعضها، أو اتخاذ دور أساسي فيها. ويشترط في المساهمة الأصلية توافر الأركان الثلاثة للمسـاهمة الجنائية، بالإضافة إلى الركن الرابع الخاص بالاشتراك في القصد الجنائي.

أركان المساهمة الأصلية:

  • وحدة الجريمة: يجب أن تكون الجريمة التي ارتكبها الجناة واحدة، سواء من حيث وصفها القانوني أو من حيث موضوعها أو من حيث الزمان والمكان.
  • تعدد الجناة: يجب أن يكون هناك أكثر من شخص شارك في ارتكاب الجريمة، سواء بنفس الوقت أو في أوقات مختلفة.
  • الاشتراك في الفعل المادي: يجب أن يكون هناك اشتراك بين الجناة في الفعل المادي للجريمة، سواء من خلال تنفيذها كلها أو بعضها، أو من خلال المساهمة في تنفيذها.
  • الاشتراك في القصد الجنائي: يجب أن يكون هناك اشتراك بين الجناة في القصد الجنائي للجريمة، أي أن يكونوا قد ارتكبوا الجريمة بقصد إحداث النتيجة الإجرامية.

أمثلة على المساهمة الأصلية:

  • قيام شخصين بقتل شخص ثالث.
  • قيام شخص بسرقة سيارة بمساعدة شخص آخر.
  • قيام شخص بالتخطيط لجريمة قتل وتنفيذها من قبل شخص آخر.

أهمية المساهمة الأصلية:

  • تلعب المساهمة الأصلية دورًا مهمًا في القانون، حيث أنها تسمح بمحاسبة جميع الأشخاص الذين ساهموا في ارتكاب الجريمة بشكل مباشر، أي الذين قاموا بتنفيذها بشكل كامل أو جزئي.

حالات المساهمة الأصلية:

  • تنفيذ الجريمة بشكل كامل: في هذه الحالة، يقوم جميع الجناة بتنفيذ جميع عناصر الجريمة المادية.
  • تنفيذ الجريمة بشكل جزئي: في هذه الحالة، يقوم كل من الجناة بتنفيذ جزء من عناصر الجريمة المادية.
  • اتخاذ دور أساسي في الجريمة: في هذه الحالة، يقوم أحد الجناة بدور أساسي في ارتكاب الجريمة، حتى لو شاركه أشخاص آخرون في التنفيذ.

عقوبة المساهمة الأصلية:

  • تخضع عقوبة المساهمة الأصلية ل:لعقوبة المقررة للجريمة الأصلية. وبناءً عليه، فإن عقوبة المساهمة الأصلية في جريمة القتل هي الإعدام، وعقوبة المساهمة الأصلية في جريمة السرقة هي الحبس.

الفرق بين المساهمة الأصلية والمساهمة التبعية:

الفرق بين المساهمة الأصلية والمساهمة التبعية يتمثل في دور المساهم في الجريمة، حيث يكون المساهم في المساهمة الأصلية مشاركًا في تنفيذ الجريمة بشكل مباشر، أما في المساهمة التبعية، يكون المساهم يساعد أو يسهل ارتكاب الجريمة، دون القيام بأي فعل من أفعال التنفيذ.

المساهمة الأصلية

  • يشارك المساهم في تنفيذ الجريمة بشكل مباشر.
  • يشترط توافر الركن الرابع للمسـاهمة الجنائية، وهو الاشتراك في القصد الجنائي.
  • تخضع عقوبة المساهمة للعقوبة المقررة للجريمة الأصلية.

المساهمة التبعية

  • يساعد المساهم أو يسهل ارتكاب الجريمة، دون القيام بأي فعل من أفعال التنفيذ.
  • لا يشترط توافر الركن الرابع للمسـاهمة الجنائية.
  • تخضع عقوبة المساهمة لعقوبة أقل من عقوبة الجريمة الأصلية.

أمثلة على المساهمة الأصلية والمساهمة التبعية

المساهمة الأصلية:

  • قيام شخصين بقتل شخص ثالث.
  • قيام شخص بسرقة سيارة بمساعدة شخص آخر.
  • قيام شخص بالتخطيط لجريمة قتل وتنفيذها من قبل شخص آخر.

المساهمة التبعية:

  • قيام شخص بتزويد شخص آخر بالأسلحة اللازمة لارتكاب جريمة قتل.
  • قيام شخص بتوفير المعلومات اللازمة لارتكاب جريمة سرقة.
  • قيام شخص بإخفاء شخص آخر هارب من العدالة.

مثال توضيحي

لنفترض أن شخصين قاما بقتل شخص ثالث، حيث قام أحدهما بإطلاق النار على الضحية، بينما قام الآخر بتوفير السيارة التي تم استخدامها في الجريمة. في هذه الحالة، فإن كلا الشخصين مسؤولان عن جريمة القتل، حيث قام الأول بتنفيذ الفعل المادي للجريمة، بينما قام الثاني بالمساعدة في تنفيذ الجريمة.

ولكن إذا قام شخص بتزويد شخص آخر بالأسلحة اللازمة لارتكاب جريمة قتل، ففي هذه الحالة، يكون هذا الشخص مسؤولًا عن المساهمة التبعية في الجريمة، حيث قام بمساعدة الفاعل في تنفيذ الجريمة، دون أن يقوم بأي فعل من أفعال التنفيذ.

وبالتالي، فإن الفرق بين المساهمة الأصلية والمساهمة التبعية يكمن في دور المساهم في الجريمة، حيث يكون المساهم في المساهمة الأصلية مشاركًا في تنفيذ الجريمة بشكل مباشر، أما في المساهمة التبعية، يكون المساهم يساعد أو يسهل ارتكاب الجريمة، دون القيام بأي فعل من أفعال التنفيذ.

صور المساهمة الجنائية:

قيام شخص بتزويد شخص آخر بالأسلحة اللازمة لارتكاب جريمة قتل.
قيام شخص بتوفير المعلومات اللازمة لارتكاب جريمة سرقة.
قيام شخص بإخفاء شخص آخر هارب من العدالة.
صور أخرى للمسـاهمة الجنائية

بالإضافة إلى الصور المذكورة أعلاه، يمكن أن تتحقق المساهمة الجنائية في صور أخرى، مثل:

المسـاهمة بالتحريض: وهي قيام شخص بتحريض شخص آخر على ارتكاب جريمة.
المسـاهمة بالمساعدة أو التسهيل: وهي قيام شخص بمساعدة أو تسهيل ارتكاب جريمة، دون القيام بأي فعل من أفعال التنفيذ.
المسـاهمة بالتدخل: وهي قيام شخص بتدخل في سير تنفيذ جريمة، بهدف تغيير مسارها أو نتيجة الجريمة.

المساهمة الجنائية في القانون المصري:

تنظم المساهمة الجنائية في القانون المصري المادة 48 من قانون العقوبات، والتي تنص على ما يلي:

“يوجد اتفاق جنائي كلما اتحد شخصان فأكثر على ارتكاب جناية أو جنحة ما أو على الأعمال المجهزة أو المسهلة لارتكابها، ويعتبر الاتفاق جنائيا سواء أكان الغرض منه جائزا أم لا إذا كان ارتكاب الجنايات أو الجنح من الوسائل التي لوحظت في الوصول إليه.

وتنص المادة 49 من قانون العقوبات على ما يلي:

“يعتبر فاعلاً أصلياً في الجريمة كل من اشترك في ارتكابها مع غيره بان قام بتنفيذها كلها أو بعضها أو باتخاذ دور أساسي فيها”.

وتنص المادة 50 من قانون العقوبات على ما يلي:

“يعتبر شريكاً في الجريمة كل من كان عالماً بها ساهم في ارتكابها بمساعدة أو بتحريض أو بتقديم مشورة أو نصيحة أو بإمداد الفاعل بوسائل أو معلومات أو بإعانته بأي طريقة أخرى”.

عقوبة المساهمة الجنائية في القانون المصري:

  • تخضع عقوبة المساهمة الجنائية في القانون المصري للعقوبة المقررة للجريمة الأصلية. وبناءً عليه، فإن عقوبة المساهمة الأصلية في جريمة القتل هي الإعدام، وعقوبة المساهمة الأصلية في جريمة السرقة هي الحبس.

الفرق بين المساهمة الأصلية والمساهمة التبعية في القانون المصري:

دور المساهم في الجريمة: في المساهمة الأصلية، يكون المساهم مشاركًا في تنفيذ الجريمة بشكل مباشر. أما في المساهمة التبعية، يكون المساهميساعد أو يسهل ارتكاب الجريمة، دون القيام بأي فعل من أفعال التنفيذ.

توافر الركن الرابع للمسـاهمة الجنائية: يشترط في المساهمة الأصلية توافر الركن الرابع للمسـاهمة الجنائية، وهو الاشتراك في القصد الجنائي. أما في المساهمة التبعية، لا يشترط توافر هذا الركن.

عقوبة المساهمة: تخضع عقوبة المساهمة الأصلية للعقوبة المقررة للجريمة الأصلية. أما عقوبة المساهمة التبعية، فهي أقل من عقوبة الجريمة الأصلية.

المساهمة الجنائية في التشريع الجزائري:

تنظم المساهمة الجنائية في التشريع الجزائري المواد من 41 إلى 46 من قانون العقوبات الجزائري، والتي تنص على ما يلي:

المادة 41

“يعتبر فاعلاً أصلياً في الجريمة كل من ارتكبها بنفسه أو بواسطة غيره”.

المادة 42

“يعتبر شريكاً في الجريمة كل من ساعد الفاعل الأصلي أو سهّل له ارتكاب الجريمة”.

المادة 43

“لا يسأل الشريك عن الجريمة إلا إذا كان عالماً بها”.

المادة 44

“لا يعتبر الشركاء في الجريمة إلا إذا كان اشتراكهم في ارتكابها قد أدى إلى إحداث النتيجة الإجرامية”.

المادة 45

“لا يسأل الشريك عن الجريمة إذا ارتكبها الفاعل الأصلي دون تدخله”.

المادة 46

“إذا كان الشريك في الجريمة غير مسؤول عن ارتكابها لعدم توافر الركن المعنوي لديه، فإنه يسأل عن الشروع في الجريمة”.

وبناءً على هذه النصوص، يمكن القول أن المساهمة الجنائية في التشريع الجزائري تنقسم إلى نوعين رئيسيين، هما:
يشترط في المساهمة الجنائية في التشريع الجزائري توافر الأركان التالية:

وحدة الجريمة: يجب أن تكون الجريمة التي ارتكبها الجناة واحدة، سواء من حيث وصفها القانوني أو من حيث موضوعها أو من حيث الزمان والمكان.
تعدد الجناة: يجب أن يكون هناك أكثر من شخص شارك في ارتكاب الجريمة، سواء بنفس الوقت أو في أوقات مختلفة.
الاشتراك في الفعل المادي: يجب أن يكون هناك اشتراك بين الجناة في الفعل المادي للجريمة، سواء من خلال تنفيذها كلها أو بعضها، أو من خلال المساهمة في تنفيذها.
الاشتراك في القصد الجنائي: يجب أن يكون هناك اشتراك بين الجناة في القصد الجنائي للجريمة، أي أن يكونوا قد ارتكبوا الجريمة بقصد إحداث النتيجة الإجرامية.

عقوبة المساهمة الجنائية في التشريع الجزائري:

تخضع عقوبة المساهمة الجنائية في التشريع الجزائري للعقوبة المقررة للجريمة الأصلية. وبناءً عليه، فإن عقوبة المساهمة الأصلية في جريمة القتل هي الإعدام، وعقوبة المساهمة الأصلية في جريمة السرقة هي الحبس.

ما هو الفرق بين المساهم والمشارك في الجريمة:

يتمثل الفرق بين المساهم والمشارك في الجريمة في دور كل منهما في الجريمة. فالمساهم هو الشخص الذي يشارك في تنفيذ الجريمة بشكل مباشر، أما المشارك فهو الشخص الذي يساعد أو يسهل ارتكاب الجريمة، دون القيام بأي فعل من أفعال التنفيذ.

المساهم الأصلي

  • يُعتبر الشخص مساهمًا أصليًا في الجريمة إذا قام بتنفيذها بنفسه أو بواسطة غيره. أي أنه يقوم بفعل من أفعال الركن المادي للجريمة، سواء كان ذلك الفعل هو الفعل الرئيسي أو الفعل المساعد.

مثال على المساهم الأصلي:

  • قيام شخصين بقتل شخص ثالث.

المساهم التبعي

  • يُعتبر الشخص مساهمًا تبعيًا في الجريمة إذا ساعد أو سهّل ارتكاب الجريمة. أي أنه يقوم بفعل من أفعال المساعدة أو التسهيل، مثل توفير الوسائل أو المعلومات اللازمة للجريمة، أو تقديم المشورة أو النصيحة للفاعل.

مثال على المساهم التبعي:

  • قيام شخص بتزويد شخص آخر بالأسلحة اللازمة لارتكاب جريمة قتل.

الفرق بين المساهم والمشارك في الجريمة:

دور المساهم في الجريمة: يشارك المساهم الأصلي في تنفيذ الجريمة بشكل مباشر، أما المشارك فهو يساعد أو يسهل ارتكاب الجريمة.
اشتراك المساهم في القصد الجنائي: يشترط اشتراك المساهم الأصلي في القصد الجنائي، أما المشارك فلا يشترط اشتراكه في القصد الجنائي.
عقوبة المساهم: تُخضع عقوبة المساهم الأصلي للعقوبة المقررة للجريمة الأصلية، أما عقوبة المشارك فهي أقل من عقوبة الجريمة الأصلية.

مثال توضيحي:

  • لنفترض أن شخصين قاما بقتل شخص ثالث. حيث قام أحدهما بإطلاق النار على الضحية، بينما قام الآخر بتوفير السيارة التي تم استخدامها في الجريمة. في هذه الحالة، فإن كلا الشخصين مسؤولان عن جريمة القتل، حيث قام الأول بتنفيذ الفعل المادي للجريمة، بينما قام الثاني بالمساعدة في تنفيذ الجريمة.

أما إذا قام شخص بتزويد شخص آخر بالأسلحة اللازمة لارتكاب جريمة قتل، ففي هذه الحالة، يكون هذا الشخص مسؤولًا عن المساهمة التبعية في الجريمة، حيث قام بمساعدة الفاعل في تنفيذ الجريمة، دون أن يقوم بأي فعل من أفعال التنفيذ.

عقوبة المساهمة الجنائية:

تختلف عقوبة المساهمة الجنائية باختلاف نوع المساهمة، سواء كانت مساهمة أصلية أو مساهمة تبعية.

عقوبة المساهمة الأصلية:

  • تخضع عقوبة المساهمة الأصلية للعقوبة المقررة للجريمة الأصلية. وهذا يعني أن المساهم الأصلي يُعاقب بنفس العقوبة التي يُعاقب بها الفاعل الأصلي.

عقوبة المساهمة التبعية:

  • تكون عقوبة المساهمة التبعية أقل من عقوبة الجريمة الأصلية. وعادة ما تكون العقوبة الحبس أو الغرامة، أو كليهما.

العوامل التي تؤثر على عقوبة المساهمة الجنائية:

نوع المساهمة: تختلف عقوبة المساهمة الأصلية عن عقوبة المساهمة التبعية.
دور المساهم في الجريمة: يؤثر دور المساهم في الجريمة على عقوبته. فكلما كان دور المساهم أكبر، كلما كانت عقوبته أشد.
القصد الجنائي لدى المساهم: يشترط توافر القصد الجنائي لدى المساهم الأصلي، بينما لا يشترط توافر القصد الجنائي لدى المشارك.
الظروف المشددة أو المخففة: تؤثر الظروف المشددة أو المخففة على عقوبة المساهمة الجنائية.

أمثلة على عقوبة المساهمة الجنائية

  • عقوبة المساهمة الأصلية في جريمة القتل: الإعدام أو السجن المؤبد.
  • عقوبة المساهمة التبعية في جريمة القتل: الحبس لمدة لا تزيد عن 15 سنة.
  • عقوبة المساهمة الأصلية في جريمة السرقة: الحبس لمدة لا تزيد عن 3 سنوات.
  • عقوبة المساهمة التبعية في جريمة السرقة: الحبس لمدة لا تزيد عن سنة.

في الختام، يُظهر مفهوم المساهمة الجنائية أن العدالة الجنائية ليست مسألة بسيطة ولا تقتصر على الفاعل وحده. إنها نظرة أكثر تعقيدًا على الجريمة تأخذ في اعتبارها جميع الأطراف المتورطة والعوامل المؤثرة في الجريمة. إذا تعلمنا شيئًا واحدًا من هذا المفهوم، فهو أن العدالة الجنائية تتطلب تحليلًا دقيقًا ومتوازنًا للأحداث والسياقات التي تؤدي إلى الجريمة.
يجب علينا أن نفهم أن تقدير المساهمة الجنائية ليس أمرًا سهلاً وقائمًا على معايير ثابتة. إنه يتطلب تقييمًا دقيقًا للظروف والحقائق المحيطة بالجريمة والأشخاص المشاركين فيها. هذا النهج يساعد في تحقيق العدالة وتوزيع العقوبات بشكل منصف وفي الوقت نفسه يعزز من فهم أفضل لعملية العدالة الجنائية.
في عالم معقد يتغير باستمرار، يعد مفهوم المساهمة الجنائية استجابةً مهمة للتحديات التي تواجه الأنظمة القانونية. إنه يمثل جزءًا حيويًا من جهود تحقيق العدالة والحفاظ على الأمان في المجتمعات. وبالعمل بناءً على هذا المفهوم وتطويره بشكل مستدام، يمكننا تعزيز العدالة وتعزيز مكانة القانون كأساس للمجتمعات المدنية والديمقراطية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *