توجيه اليمين الحاسمة

هل يجوز توجيه اليمين الحاسمة في القضايا الجزائية؟

هل يجوز توجيه اليمين الحاسمة في القضايا الجزائية؟ , في عالم القانون ونظام العدالة، تشكل توجيه اليمين الحاسمة في القضايا الجزائية موضوعًا مثيرًا للجدل والنقاش. إن السؤال المتعلق بما إذا كان يجوز توجيه هذه اليمين في المحكمة للشهود أو المتهمين أمرًا يشغل عقول القانونيين والمجتمع بشكل عام. هل هو وسيلة لضمان العدالة وإحقاق الحق، أم أنه يشكل تداخلاً مع الحق في عدم الإدلاء بأي أقوال قد تضر الفرد؟
هذا المقال سيستعرض هذه المسألة المعقدة وسيستكشف الجدل القائم حول توجيه اليمين الحاسمة في القضايا الجزائية. سنتناول الجوانب القانونية والأخلاقية لهذه القضية ونناقش مزايا وعيوب توجيه اليمين الحاسمة وكيف يؤثر على عملية تحقيق العدالة.
هل هذا الإجراء يساعد في الكشف عن الحقيقة وتقديم العدالة للضحايا والمتهمين؟ أم أنه يضعف مبدأ حقوق الإنسان والحفاظ على الخصوصية؟ سنتناول هذه الأسئلة وغيرها في سعينا لفهم أفضل للجدل القائم حول توجيه اليمين الحاسمة في قضايا العدالة الجزائية.

مراحل الدعوى الجزائية:

تمر الدعوى الجزائية بثلاث مراحل رئيسية، وهي:

1 .مرحلة التحقيق

تبدأ مرحلة التحقيق بتلقي النيابة العامة الشكوى أو البلاغ عن وقوع الجريمة، ثم تقوم النيابة العامة بإجراء التحقيق في الجريمة، وذلك من خلال جمع الأدلة وسماع أقوال الشهود والمتهمين.

وتشمل إجراءات التحقيق ما يلي:

  • تلقي الشكوى أو البلاغ: تقوم النيابة العامة بتلقي الشكوى أو البلاغ عن وقوع الجريمة، وذلك من خلال كتاب أو محضر أو شهادة الشهود.
  • التحقيق في الجريمة: تقوم النيابة العامة بإجراء التحقيق في الجريمة، وذلك من خلال جمع الأدلة وسماع أقوال الشهود والمتهمين.
  • إصدار قرار الحفظ أو الإحالة: تقوم النيابة العامة بإصدار قرار الحفظ إذا رأت أن لا وجه لإقامة الدعوى الجنائية، أو بإصدار قرار الإحالة إذا رأت أن هناك وجهًا لإقامة الدعوى الجنائية.

2. مرحلة المحاكمة

تبدأ مرحلة المحاكمة بعرض القضية على المحكمة المختصة، ثم تقوم المحكمة بنظر القضية وإصدار الحكم فيها.

وتشمل إجراءات المحاكمة ما يلي:

  • عرض القضية على المحكمة: تقوم النيابة العامة بعرض القضية على المحكمة المختصة، وذلك من خلال تقديم لائحة الاتهام.
  • نظر القضية: تقوم المحكمة بنظر القضية وإصدار الحكم فيها، وذلك بعد سماع مرافعات النيابة العامة والمدعي بالحق المدني والدفاع.
  • إصدار الحكم: تقوم المحكمة بإصدار الحكم في القضية، وذلك بعد سماع مرافعات النيابة العامة والمدعي بالحق المدني والدفاع.

3. مرحلة تنفيذ الحكم

تقوم النيابة العامة بتنفيذ الأحكام الصادرة في الدعوى الجزائية، وذلك من خلال اتخاذ الإجراءات اللازمة لاستيفاء الحقوق المالية أو العينية التي حكم بها.

وتشمل إجراءات تنفيذ الحكم ما يلي:

  • طلب التنفيذ من المحكمة: تقوم النيابة العامة بطلب التنفيذ من المحكمة المختصة، وذلك بعد صدور الحكم النهائي في القضية.
  • ضبط المتهمين: تقوم النيابة العامة بضبط المتهمين إذا لم يكونوا قد تم ضبطهم بعد صدور الحكم ضدهم.
  • تنفيذ العقوبات الحبسية: تقوم النيابة العامة بتنفيذ العقوبات الحبسية، وذلك بإيداع المتهمين في السجن.
  • تنفيذ العقوبات المالية: تقوم النيابة العامة بتنفيذ العقوبات المالية، وذلك بجمع الأموال المحكوم بها من المتهمين.
  • تنفيذ العقوبات العينية: تقوم النيابة العامة بتنفيذ العقوبات العينية، وذلك بتسليم الأموال أو الأشياء المحكوم بها للمدعي.

المادة 140 من نظام الإجراءات الجزائية:

تنص المادة 140 من نظام الإجراءات الجزائية في السعودية على أنه:

“يجوز للمحكمة إذا تبين لها أن حالة المتهم لا تسمح له بتقديم كفالة، أن تستبدل بها التزام المتهم بأن يقدم نفسه إلى مركز الشرطة في الأوقات التي تحددها له في أمر الإفراج، مع مراعاة ظروفه، ولها كذلك أن تطلب منه اختيار مكان لإقامته غير المكان الذي ارتكب فيه جريمته.”

وتنص هذه المادة على أنه إذا كان المتهم غير قادر على تقديم كفالة مالية، فإن المحكمة يمكنها أن تصدر قرارًا بالإفراج عنه بكفالة شخصية، وذلك بأن يتعهد المتهم بتقديم نفسه إلى مركز الشرطة في الأوقات المحددة له. كما يمكن للمحكمة أن تصدر قرارًا بالإفراج عنه بكفالة شخصية مع اختيار مكان إقامته خارج المكان الذي ارتكب فيه الجريمة.

وتجدر الإشارة إلى أن هذه المادة تمنح للمحكمة سلطة تقديرية في تحديد ما إذا كان المتهم قادرًا على تقديم كفالة مالية أم لا، كما تمنح المحكمة سلطة تقديرية في تحديد شروط الإفراج بكفالة شخصية.

وفيما يلي بعض الأمثلة على الحالات التي يمكن للمحكمة أن تصدر فيها قرارًا بالإفراج بكفالة شخصية:

***إذا كان المتهم فقيرًا ولا يملك المال الكافي لتقديم كفالة مالية.
***إذا كان المتهم مريضًا أو مسنًا ولا يتحمل مشقة الحبس.
***إذا كان المتهم متهمًا بجريمة بسيطة لا تستدعي الحبس الاحتياطي.

وإذا قررت المحكمة الإفراج عن المتهم بكفالة شخصية، فإنها تصدر أمرًا بذلك يحدد فيه شروط الإفراج، مثل الأوقات التي يجب على المتهم فيها تقديم نفسه إلى مركز الشرطة، ومكان إقامته.

وإذا أخل المتهم بشروط الإفراج بكفالة شخصية، فإن المحكمة يمكنها أن تقرر حبسه الاحتياطي.

الأحكام الجنائية:

الأحكام الجنائية هي قرارات قضائيّة تصدر من قبل المحاكم الجزائية في القضايا الجنائية، وتُعدّ الأحكام الجنائية تعبيرًا عن إرادة الدولة في ردع الجريمة وحماية المجتمع من الجريمة.

وتنقسم الأحكام الجنائية إلى قسمين رئيسيين:

  • الأحكام الإدانية

تُصدر الأحكام الإدانية في حالة ثبوت ارتكاب المتهم للجريمة، وتتمثل في توقيع العقوبة المناسبة على المتهم، والتي قد تكون:

عقوبة جنائية: وهي عقوبة تُفرض على المتهم بسبب ارتكابه الجريمة، وتتمثل في الحبس أو الغرامة أو الإعدام.
عقوبة مدنية: وهي عقوبة تُفرض على المتهم بهدف جبر ضرر المجني عليه، وتتمثل في التعويض المادي أو المعنوي.

  • الأحكام البراءة

تُصدر الأحكام البراءة في حالة عدم ثبوت ارتكاب المتهم للجريمة، وتتمثل في إعلان براءة المتهم من ارتكاب الجريمة، وإطلاق سراحه.

إجراءات الطعن في الأحكام الجنائية

يحق للمحكوم عليه بالعقوبة الجنائية أن يطعن في الحكم الصادر ضده أمام محكمة الاستئناف، وذلك في خلال 30 يومًا من تاريخ صدور الحكم.

ويجوز للمحكوم عليه بالعقوبة الجنائية أيضًا أن يطعن في الحكم الصادر ضده أمام محكمة النقض، وذلك في خلال 60 يومًا من تاريخ صدور حكم محكمة الاستئناف.

أهمية الأحكام الجنائية

تُعدّ الأحكام الجنائية من أهم الأدوات القانونية التي تُستخدم في تحقيق العدالة الجنائية، وحماية المجتمع من الجريمة.

  • وتتمثل أهمية الأحكام الجنائية في الآتي:

ردع الجريمة: تُساهم الأحكام الجنائية في ردع الجريمة من خلال توقيع العقوبة المناسبة على المتهمين بارتكاب الجريمة.
حماية المجتمع: تُساهم الأحكام الجنائية في حماية المجتمع من الجريمة من خلال إبعاد المتهمين عن المجتمع.
تحقيق العدالة: تُساهم الأحكام الجنائية في تحقيق العدالة الجنائية من خلال معاقبة المتهمين بارتكاب الجريمة.

المادة ٢٥ من نظام الإجراءات الجزائية:

تنص المادة ٢٥ من نظام الإجراءات الجزائية السعودي على أنه:

“يخضع رجال الضبط الجنائي فيما يتعلق بوظائفهم في الضبط الجنائي المقررة في هذا النظام لإشراف هيئة التحقيق والادعاء العام. وللهيئة أن تطلب من الجهة المختصة النظر في أمر كل من تقع منه مخالفة لواجباته أو تقصير في عمله، ولها أن تطلب رفع الدعوى التأديبية عليه، دون إخلال بالحق في رفع الدعوى الجزائية.”

وتنص هذه المادة على أن رجال الضبط الجنائي يخضعون لإشراف هيئة التحقيق والادعاء العام في وظائفهم المتعلقة بالضبط الجنائي.

ويشمل الإشراف على رجال الضبط الجنائي ما يلي:

  • التفتيش والرقابة: تقوم هيئة التحقيق والادعاء العام بالتفتيش والرقابة على أعمال رجال الضبط الجنائي، وذلك للتأكد من قيامهم بواجباتهم على الوجه الصحيح.
  • إصدار التعليمات: تصدر هيئة التحقيق والادعاء العام التعليمات اللازمة لتنظيم أعمال رجال الضبط الجنائي، وذلك لضمان حسن سير العمل.
  • اتخاذ الإجراءات التأديبية: تصدر هيئة التحقيق والادعاء العام الإجراءات التأديبية ضد رجال الضبط الجنائي في حالة مخالفتهم لواجباتهم أو تقصيرهم في عملهم.

وفيما يلي بعض الأمثلة على المخالفات التي يمكن أن يرتكبها رجال الضبط الجنائي:

  • التعدي على حقوق الأفراد: مثل الاعتداء على الأشخاص أو الممتلكات دون وجه حق.
  • الانحراف عن مسار التحقيق: مثل التلاعب في الأدلة أو إخفاء المعلومات.
  • إخفاء جريمة: مثل عدم إبلاغ النيابة العامة عن جريمة علم بها.

ويحق لهيئة التحقيق والادعاء العام أن تطلب من الجهة المختصة النظر في أمر كل من تقع منه مخالفة لواجباته أو تقصير في عمله، وذلك من أجل اتخاذ الإجراءات التأديبية اللازمة ضده.

وإذا رأت هيئة التحقيق والادعاء العام أن المخالفة تستوجب رفع الدعوى الجزائية، فإنها تطلب ذلك من النيابة العامة.

الدعوى الجزائية:

الدعوى الجزائية هي مجموعة من الإجراءات التي تتخذها الدولة لمعاقبة مرتكبي الجرائم. تُرفع الدعوى الجزائية من قبل النيابة العامة، وهي تمثل المجتمع في الدعوى.

مراحل الدعوى الجزائية

تمر الدعوى الجزائية بثلاث مراحل رئيسية، وهي:

  1. مرحلة التحقيق: تبدأ مرحلة التحقيق بتلقي النيابة العامة شكوى أو بلاغ عن وقوع الجريمة، ثم تقوم النيابة العامة بإجراء التحقيق في الجريمة، وذلك من خلال جمع الأدلة وسماع أقوال الشهود والمتهمين.
  2. مرحلة المحاكمة: تبدأ مرحلة المحاكمة بعرض القضية على المحكمة المختصة، ثم تقوم المحكمة بنظر القضية وإصدار الحكم فيها.
  3. مرحلة تنفيذ الحكم: تقوم النيابة العامة بتنفيذ الأحكام الصادرة في الدعوى الجزائية، وذلك من خلال اتخاذ الإجراءات اللازمة لاستيفاء الحقوق المالية أو العينية التي حكم بها.

أطراف الدعوى الجزائية

تتكون الدعوى الجزائية من ثلاثة أطراف رئيسية، وهي:

  • النيابة العامة: هي الجهة التي تمثل المجتمع في الدعوى الجزائية.
  • المتهم: هو الشخص الذي يُشتبه بارتكاب الجريمة.
  • المجني عليه: هو الشخص الذي لحق به ضرر نتيجة الجريمة.

الفرق بين الدعوى الجزائية والمدنية

تختلف الدعوى الجزائية عن الدعوى المدنية في عدة نقاط، أهمها:

  • الغاية من الدعوى: تهدف الدعوى الجزائية إلى معاقبة مرتكب الجريمة، بينما تهدف الدعوى المدنية إلى جبر ضرر المجني عليه.
  • الجهة التي تمثل المجتمع: تمثل النيابة العامة المجتمع في الدعوى الجزائية، بينما يمثل المحامي المجني عليه في الدعوى المدنية.
  • الإجراءات المتبعة: تتبع الإجراءات الجنائية في الدعوى الجزائية، بينما تتبع الإجراءات المدنية في الدعوى المدنية.

تُعد الدعوى الجزائية من أهم الآليات التي تُستخدم في حماية المجتمع من الجريمة، وذلك من خلال معاقبة مرتكبي الجرائم.

قانون الإجراءات الجزائية:

قانون الإجراءات الجزائية هو مجموعة من القواعد القانونية التي تنظم الإجراءات المتبعة في الدعوى الجزائية. يهدف قانون الإجراءات الجزائية إلى تحقيق العدالة الجنائية، وحماية حقوق المتهمين والمجني عليهم.

العناصر الأساسية لقانون الإجراءات الجزائية

يتضمن قانون الإجراءات الجزائية مجموعة من العناصر الأساسية، وهي:

تعريف الجريمة: يحدد قانون الإجراءات الجزائية ماهية الجريمة، وعناصرها، وأنواعها، وعقوباتها.
الدعوى الجزائية: يحدد قانون الإجراءات الجزائية مراحل الدعوى الجزائية، وأطرافها، وإجراءاتها.
التحقيق: يحدد قانون الإجراءات الجزائية إجراءات التحقيق في الجريمة، وجمع الأدلة، وسماع أقوال الشهود والمتهمين.
المحاكمة: يحدد قانون الإجراءات الجزائية إجراءات المحاكمة، وحقوق المتهمين، وواجبات المحكمة.
تنفيذ الحكم: يحدد قانون الإجراءات الجزائية إجراءات تنفيذ الحكم، وحقوق المحكوم عليهم.

أهمية قانون الإجراءات الجزائية

تُعد قانون الإجراءات الجزائية من أهم الأدوات القانونية التي تُستخدم في تحقيق العدالة الجنائية، وحماية حقوق المتهمين والمجني عليهم.

الفرق بين قانون الإجراءات الجزائية وقانون العقوبات

يختلف قانون الإجراءات الجزائية عن قانون العقوبات في عدة نقاط، أهمها:

الغاية من القانون: يهدف قانون الإجراءات الجزائية إلى تنظيم الإجراءات المتبعة في الدعوى الجزائية، بينما يهدف قانون العقوبات إلى تحديد الجرائم وعقوباتها.
الجهة التي تطبق القانون: تطبق النيابة العامة ورجال الضبط الجنائي قانون الإجراءات الجزائية، بينما تطبق المحاكم قانون العقوبات.
الإجراءات المتبعة: تتبع الإجراءات الجنائية في قانون الإجراءات الجزائية، بينما تتبع الإجراءات المدنية في قانون العقوبات.

المادة 22 من اللائحة التنفيذية لنظام الإجراءات الجزائية:

تنص المادة 22 من اللائحة التنفيذية لنظام الإجراءات الجزائية السعودي على أنه:

“يجب على المحقق أن يراعي عند إجراء التحقيق ما يلي:

  1. المعاملة الحسنة: يجب على المحقق أن يعامل المتهم معاملة حسنة، وأن يحميه من أي ضرر قد يلحق به، مثل الإيذاء الجسدي أو النفسي.
  2. احترام حقوق المتهم: يجب على المحقق أن يحترم حقوق المتهم، وأن يضمن له حق الدفاع، وذلك من خلال السماح له بالاطلاع على ملف القضية، وحضور جلسات التحقيق، واستدعاء الشهود، وتقديم دفاعه.
  3. جمع الأدلة بدقة وبموضوعية: يجب على المحقق أن يجمع الأدلة بدقة وبموضوعية، وأن لا يتأثر بأي اعتبارات شخصية أو حزبية، وذلك من أجل الوصول إلى الحقيقة.
  4. صون سرية التحقيق: يجب على المحقق أن يحافظ على سرية التحقيق، إلا إذا اقتضت مصلحة التحقيق الإعلان عنه، وذلك لمنع المتهم من الاطلاع على الأدلة التي لم يتم إثباتها بعد.
  5. سرعة إنهاء التحقيق: يجب على المحقق أن ينتهي من التحقيق في أقرب وقت ممكن، وذلك دون الإخلال بحقوق المتهم، وذلك لضمان عدم إطالة أمد الدعوى الجزائية.

ويجب على المحقق أن يثبت ما قام به من إجراءات في محضر رسمي، وأن يوقعه هو وجميع من حضروا إجراءات التحقيق.”

وتعد المادة 22 من اللائحة التنفيذية لنظام الإجراءات الجزائية من أهم المواد التي تنظم إجراءات التحقيق في الجريمة، وتساهم في حماية حقوق المتهم وتحقيق العدالة الجنائية.

هل يجوز توجيه اليمين الحاسمة في القضايا الجزائية؟

لا يجوز توجيه اليمين الحاسمة في القضايا الجزائية في المملكة العربية السعودية، وذلك وفقًا للمادة 194 من نظام الإجراءات الجزائية السعودي، والتي تنص على أنه:

“لا يجوز توجيه اليمين الحاسمة في الدعوى الجزائية.”

وتنص هذه المادة على أنه لا يجوز توجيه اليمين الحاسمة في أي من مراحل الدعوى الجزائية، سواء في مرحلة التحقيق أو المحاكمة.

وذلك لأن اليمين الحاسمة هي يمين يقسم بها شخص على صدق أقواله، وهي وسيلة من وسائل الإثبات في الدعوى المدنية، ولكنها لا تجوز في الدعوى الجزائية.

وذلك لأن الدعوى الجزائية تتعلق بتحقيق العدالة الجنائية، وحماية المجتمع من الجريمة، ولا يجوز أن يتم ذلك بناءً على يمين شخص قد يكون كاذبًا.

وفيما يلي بعض الأسباب التي تبرر عدم جواز توجيه اليمين الحاسمة في القضايا الجزائية:

  • عدم ضمان صدق اليمين: لا يجوز أن يتم الحكم في قضية جزائية بناءً على يمين شخص قد يكون كاذبًا، وذلك لأن ذلك قد يؤدي إلى ظلم المتهم.
  • عدم تناسب اليمين مع طبيعة الدعوى الجزائية: الدعوى الجزائية تتعلق بتحقيق العدالة الجنائية، وحماية المجتمع من الجريمة، ولا يتناسب مع هذه الطبيعة توجيه اليمين الحاسمة.
  • وجود وسائل إثبات أخرى: هناك وسائل إثبات أخرى أكثر ضمانًا من اليمين الحاسمة، مثل الأدلة المادية، وشهادة الشهود، واعتراف المتهم.

متى لا يجوز توجيه اليمين الحاسمة:

في القضايا الجزائية: لا يجوز توجيه اليمين الحاسمة في أي من مراحل الدعوى الجزائية، سواء في مرحلة التحقيق أو المحاكمة. وذلك لأن الدعوى الجزائية تتعلق بتحقيق العدالة الجنائية، وحماية المجتمع من الجريمة، ولا يجوز أن يتم ذلك بناءً على يمين شخص قد يكون كاذبًا.

في القضايا التي تتعلق بالنظام العام أو الآداب: لا يجوز توجيه اليمين الحاسمة في القضايا التي تتعلق بالنظام العام أو الآداب، وذلك لأن هذه القضايا تتعلق بالمصالح العامة، ولا يجوز أن يتم حسمها بناءً على يمين شخص قد يكون كاذبًا.

في القضايا التي لا يوجد فيها دليل آخر: لا يجوز توجيه اليمين الحاسمة في القضايا التي لا يوجد فيها دليل آخر، وذلك لأن ذلك سيؤدي إلى ظلم أحد الطرفين.

في القضايا التي يصعب إثباتها أو نفيها: لا يجوز توجيه اليمين الحاسمة في القضايا التي يصعب إثباتها أو نفيها، وذلك لأن ذلك سيؤدي إلى عدم حسم القضية.

متى تسقط الدعوى الجزائية:

تسقط الدعوى الجزائية في المملكة العربية السعودية في الحالات الآتية:

  • بمضي المدة: تسقط الدعوى الجزائية بمضي المدة المحددة قانونًا، وذلك لأن الدعوى الجزائية تستهدف معاقبة المتهم، وإذا مضت مدة طويلة على وقوع الجريمة، فقد يصعب جمع الأدلة، وقد يتغيب الشهود، وقد ينسى الناس تفاصيل الجريمة.
  • بوفاة المتهم: تسقط الدعوى الجزائية بوفاة المتهم، وذلك لأن الدعوى الجزائية تستهدف معاقبة المتهم، فإذا توفي المتهم، فلا محل لمعاقبته.
  • بالعفو: تسقط الدعوى الجزائية بالعفو عن المتهم، وذلك لأن العفو هو تصرف من جانب السلطة المختصة، يمتنع معه الملاحقة الجزائية للمتهم.
  • بالتقادم: تسقط الدعوى الجزائية بالتقادم، وذلك لأن الدعوى الجزائية تستهدف معاقبة المتهم، وإذا مضت مدة طويلة على وقوع الجريمة، فقد يصعب جمع الأدلة، وقد يتغيب الشهود، وقد ينسى الناس تفاصيل الجريمة.
  • بالصلح: تسقط الدعوى الجزائية بالصلح بين المتهم والمجني عليه، وذلك لأن الصلح هو وسيلة من وسائل إنهاء النزاع، وتحقيق العدالة.

في الختام، يبقى توجيه اليمين الحاسمة في القضايا الجزائية موضوعًا معقدًا يطرح تساؤلات هامة حول التوازن بين تحقيق العدالة وحماية حقوق الإنسان والخصوصية. إنها قضية تتطلب مزيدًا من البحث والتفكير، وربما تحتاج إلى توجيه قوانين وسياسات أكثر دقة وتوازنًا.
سواءً كانت اليمين الحاسمة ضرورية للكشف عن الحقيقة وتحقيق العدالة في بعض القضايا، أو إذا كانت تشكل انتهاكًا لحقوق الإنسان والمبادئ الأخلاقية في حالات أخرى، يجب أن نضع دائمًا في اعتبارنا أهمية إجراءات قانونية عادلة ومتوازنة.
بغض النظر عن التوجه النهائي الذي يُتخذ في هذا الصدد، يجب أن يبقى الهدف الرئيسي دائمًا هو تحقيق العدالة وضمان حماية حقوق الجميع. إن توجيه اليمين الحاسمة يجب أن يتم بحذر وفقًا للظروف الفردية والقانونية في كل حالة، وباحترام للمبادئ الأساسية للعدالة وحقوق الإنسان. ومع ذلك، لا يمكن إنكار أهمية التفكير والنقاش المستمر حول هذا الموضوع لتطوير نظام قانوني أفضل وأكثر عدالة للمستقبل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *