الجرائم المستمرة

تعريف الجرائم المستمرة و الفرق بين الجريمة المستمرة والمتتابعة

تعريف الجرائم المستمرة و الفرق بين الجريمة المستمرة والمتتابعة , تعد الجرائم المستمرة ظاهرة جنائية تثير الكثير من التساؤلات والاهتمام في عالم العدالة الجنائية والقانون. إنها الجرائم التي تستمر على مر الزمن دون توقف، وتمتاز بخصائص مميزة تجعلها تحدياً لأجهزة الإنفاذ والنظام القانوني. في هذه المقالة، سنلقي نظرة عامة على الجرائم المستمرة، ونتناول أسباب انتشارها، وتأثيرها على المجتمع والنظام القانوني، بالإضافة إلى الجهود المبذولة لمكافحتها.
تشمل الجرائم المستمرة مجموعة واسعة من الأنشطة الإجرامية التي تمتد لفترات طويلة، وتشمل على سبيل المثال عمليات الاحتيال المالي المستمرة، والتجارة غير المشروعة بالمخدرات، و الاعتداء الجنسي المتكرر. تتطلب هذه الجرائم غالبًا تنظيمًا دقيقًا وتخطيطًا مستمرًا لضمان استمراريتها، مما يجعلها تحديًا كبيرًا للجهات الرسمية المعنية بمكافحة الجريمة.
إن انتشار الجرائم المستمرة يترتب عليه تداول غير قانوني واسع النطاق في الممتلكات والخدمات، مما يضر بالاقتصاد ويؤثر على الثقة في النظام الاقتصادي. بالإضافة إلى ذلك، تشكل هذه الجرائم تهديدًا كبيرًا للأمان العام وتؤدي إلى تدهور البيئة الاجتماعية وتعريض الأفراد للخطر.
تتطلب مكافحة الجرائم المستمرة جهودًا مشتركة من قبل الشرطة والقضاء والمجتمع المدني. يجب تطوير استراتيجيات جديدة وفعالة للتصدي لهذه الظاهرة وتحقيق العدالة، بما في ذلك تعزيز التعاون الدولي لمواجهة الجرائم المستمرة العابرة للحدود.
في النهاية، تعتبر الجرائم المستمرة تحديًا كبيرًا يجب على المجتمع والسلطات القانونية مواجهته بجدية. إن فهم طبيعة هذه الجرائم وتطورها يسهم في تصميم استراتيجيات أكثر فعالية لمكافحتها والحفاظ على الأمان والعدالة في مجتمعاتنا.

تعريف الجرائم المستمرة:

الجرائم المستمرة هي الجرائم التي يستمر فيها الركن المادي للجريمة لفترة من الزمن، ويتطلب تدخلاً متجدداً من إرادة الجاني لإبقاء حالة الاستمرار بعد قيامها. أي أن الجاني يمكنه وقف حالة الاستمرار بوقف نشاطه.

وعلى ذلك، فإن الجرائم المستمرة تتميز بما يلي:

استمرار الركن المادي للجريمة لفترة من الزمن.
تطلب تدخلاً متجدداً من إرادة الجاني لإبقاء حالة الاستمرار.
إمكانية وقف حالة الاستمرار بوقف نشاط الجاني.

وفيما يتعلق ببدء وانتهاء الجريمة المستمرة، فإنه يبدأ بتحقق الركن المادي للجريمة، وينتهي بانتهاء حالة الاستمرار.

وبالنسبة لأثر الجرائم المستمرة على العقوبة، فإن المشرع المصري قد نص في المادة 53 من قانون العقوبات على أنه: “إذا استمرت الجريمة وقتاً طويلاً، جاز للمحكمة أن تزيد العقوبة المقررة للجريمة بقدر لا يجاوز نصفها”.

وعلى ذلك، فإن المشرع المصري قد منح المحكمة سلطة زيادة العقوبة المقررة للجريمة المستمرة بقدر لا يجاوز نصفها، وذلك إذا استمرت الجريمة وقتاً طويلاً.

وتهدف هذه الزيادة إلى توقيع عقوبة أشد على الجاني الذي يستمر في ارتكاب الجريمة لفترة طويلة، وذلك لما يسببه ذلك من ضرر على المجتمع.

أركان الجريمة المستمرة:

السلوك الإجرامي:

السلوك الإجرامي في الجريمة المستمرة هو فعل أو امتناع يستمر لفترة من الزمن. ويتطلب تدخلاً متجدداً من إرادة الجاني لإبقاء حالة الاستمرار بعد قيامها. أي أن الجاني يمكنه وقف حالة الاستمرار بوقف نشاطه.

ومن أمثلة السلوك الإجرامي في الجريمة المستمرة:

  • إخفاء الأشياء المسروقة: حيث يستمر الجاني في إخفاء الأشياء المسروقة لفترة من الزمن، ويتطلب تدخلاً متجدداً من إرادته لإبقاء حالة الاستمرار بعد قيامها.
  • حيازة المخدرات: حيث يستمر الجاني في حيازة المخدرات لفترة من الزمن، ويتطلب تدخلاً متجدداً من إرادته لإبقاء حالة الاستمرار بعد قيامها.
  • استعمال محررات مزورة: حيث يستمر الجاني في استعمال المحررات المزورة لفترة من الزمن، ويتطلب تدخلاً متجدداً من إرادته لإبقاء حالة الاستمرار بعد قيامها.
  • احتجاز شخص بدون وجه حق: حيث يستمر الجاني في احتجاز الشخص بدون وجه حق لفترة من الزمن، ويتطلب تدخلاً متجدداً من إرادته لإبقاء حالة الاستمرار بعد قيامها.
  • بدء في جريمة: حيث يستمر الجاني في بدء في جريمة لفترة من الزمن، ويتطلب تدخلاً متجدداً من إرادته لإبقاء حالة الاستمرار بعد قيامها.

القصد الجنائي:

يشترط لقيام الجريمة المستمرة توافر القصد الجنائي لدى الجاني، وهو العلم والإرادة بعناصر الجريمة.

ويشترط أن يكون الجاني عالماً بأنه يقوم بسلوك إجرامي، وأن يكون لديه إرادة اتجاه هذا السلوك.

الضرر:

يشترط لقيام الجريمة المستمرة توافر الضرر، وهو الأثر السيئ الذي يلحق بالمجتمع أو الأفراد نتيجة الجريمة.

ويتمثل الضرر في الجريمة المستمرة في استمرار حالة التهديد أو الخطر على المجتمع أو الأفراد.

بدء وانتهاء الجريمة المستمرة:

  • يبدأ بدء الجريمة المستمرة بتحقق الركن المادي للجريمة، وينتهي بانتهاء حالة الاستمرار.

ويمكن أن ينتهي حالة الاستمرار بإحدى الطرق التالية:

  • بالتدخل المادي من الجاني: حيث يقوم الجاني بفعل ما يؤدي إلى إنهاء حالة الاستمرار.
  • بتدخل قانوني: حيث يقوم القانون بإنهاء حالة الاستمرار، مثل صدور حكم قضائي يقضي بوقف حالة الاستمرار.

الجريمة المتتابعة:

الجريمة المتتابعة هي جريمة تتكون من عدة أفعال متماثلة ومتتابعة، يقوم بها الجاني بهدف واحد.

ويشترط لقيام الجريمة المتتابعة توافر العناصر التالية:

وحدة الغرض الإجرامي: يجب أن يكون لدى الجاني هدف واحد من وراء ارتكاب جميع الأفعال المتتابعة.
الاشتراك بين الأفعال: يجب أن تكون الأفعال متشابهة ومتتابعة، بحيث يشكل كل منها جريمة قائمة بذاتها.
استمرارية الأفعال: يجب أن تقع الأفعال المتتابعة في وقت قصير نسبيًا، بحيث يمكن اعتبارها وحدة واحدة.

ومن أمثلة الجريمة المتتابعة:

ارتكاب عدة سرقات متتالية من نفس الشخص أو نفس المكان.
ارتكاب عدة جرائم اعتداء جنسي على نفس الشخص.
ارتكاب عدة جرائم نصب واحتيال ضد نفس الشخص أو نفس المؤسسة.
في بعض التشريعات، قد يتم معاقبة الجاني على الجريمة المتتابعة بعقوبة أشد من عقوبة كل فعل على حدة.

وتهدف هذه الزيادة إلى توقيع عقوبة أشد على الجاني الذي يستمر في ارتكاب الجريمة لفترة طويلة، وذلك لما يسببه ذلك من ضرر على المجتمع.

جرائم الاعتياد:

جرائم الاعتياد هي جرائم لا يكتمل ركنها المادي إلا بتكرارها؛ فلا يعاقب على ارتكابها لمرة واحدة فقط، وإنما يلزم تكرارها.

ويشترط لقيام جريمة الاعتياد توافر العناصر التالية:

تكرار الفعل الإجرامي: يجب أن يرتكب الجاني الفعل الإجرامي أكثر من مرة.
وحدة الفعل الإجرامي: يجب أن يكون الفعل الإجرامي الذي يتكرر واحدًا، على الرغم من اختلاف الضحايا أو الأماكن أو الأوقات.
قصد الاعتياد: يجب أن يكون لدى الجاني قصد الاعتياد، وهو نية الاستمرار في ارتكاب الفعل الإجرامي.

ومن أمثلة جرائم الاعتياد:

السرقة: إذا قام شخص بسرقة شيء ما أكثر من مرة، فإن ذلك يعتبر جريمة اعتياد.
الاحتيال: إذا قام شخص بالنصب على شخص آخر أكثر من مرة، فإن ذلك يعتبر جريمة اعتياد.
التزوير: إذا قام شخص بتزوير محرر رسمي أكثر من مرة، فإن ذلك يعتبر جريمة اعتياد.
حيازة المخدرات: إذا قام شخص بحيازة مخدرات أكثر من مرة، فإن ذلك يعتبر جريمة اعتياد.

الجرائم البسيطة:

الجرائم البسيطة هي جرائم لا تنطوي على تكرار الفعل الإجرامي أو استمراره، وإنما يكتمل ركنها المادي بمجرد ارتكاب الفعل الإجرامي مرة واحدة.

ويشترط لقيام الجريمة البسيطة توافر العناصر التالية:

  1. السلوك الإجرامي: وهو الفعل أو الامتناع الذي يشكل الركن المادي للجريمة.
  2. القصد الجنائي: وهو العلم والإرادة بعناصر الجريمة.
  3. الضرر: وهو الأثر السيئ الذي يلحق بالمجتمع أو الأفراد نتيجة الجريمة.

ومن أمثلة الجرائم البسيطة:

  • القتل
  • السرقة
  • الضرب
  • الإيذاء
  • الرشوة.

وفيما يلي شرح لكل ركن من أركان الجريمة البسيطة:

السلوك الإجرامي

السلوك الإجرامي في الجريمة البسيطة هو فعل أو امتناع واحد يتحقق الركن المادي للجريمة به.

ومن أمثلة السلوك الإجرامي في الجريمة البسيطة:

في جريمة القتل: هو الفعل المادي الذي يؤدي إلى موت شخص ما، مثل الضرب أو الإطلاق النار.
في جريمة السرقة: هو الفعل المادي الذي يؤدي إلى الاستيلاء على مال الغير دون رضاه، مثل أخذ الشيء من غير حق.
في جريمة الضرب: هو الفعل المادي الذي يؤدي إلى إيذاء شخص ما جسديًا، مثل لكمه أو دفعه.
في جريمة الإيذاء: هو الفعل المادي الذي يؤدي إلى إيذاء شخص ما معنويًا، مثل السب أو القذف.
في جريمة الرشوة: هو الفعل المادي الذي يؤدي إلى دفع مبلغ من المال أو تقديم هدية لموظف عام مقابل إنجاز عمل معين.

القصد الجنائي

يشترط لقيام الجريمة البسيطة توافر القصد الجنائي لدى الجاني، وهو العلم والإرادة بعناصر الجريمة.

ويشترط أن يكون الجاني عالماً بأنه يقوم بسلوك إجرامي، وأن يكون لديه إرادة اتجاه هذا السلوك.

الضرر

يشترط لقيام الجريمة البسيطة توافر الضرر، وهو الأثر السيئ الذي يلحق بالمجتمع أو الأفراد نتيجة الجريمة.

ويتمثل الضرر في الجريمة البسيطة في الضرر المادي أو المعنوي الذي يلحق بالضحية أو المجتمع.

أثر الجرائم البسيطة على العقوبة:

تختلف عقوبة الجريمة البسيطة حسب نوع الجريمة وظروفها.

وبشكل عام، تكون العقوبة على الجريمة البسيطة أقل من عقوبة الجريمة المتتابعة أو الجريمة المستمرة.

تقادم الجريمة المستمرة:

تقادم الجريمة المستمرة هو انقضاء الحق في إقامة الدعوى الجنائية بسبب مرور مدة زمنية معينة على ارتكاب الجريمة.

ويختلف تقادم الجريمة المستمرة عن تقادم الجريمة البسيطة أو الجريمة المتتابعة، حيث أنه لا يسري تقادم الجريمة المستمرة إلا بعد انتهاء حالة الاستمرار.

ويشترط لقيام تقادم الجريمة المستمرة توافر العناصر التالية:

انتهاء حالة الاستمرار:

يجب أن تنتهي حالة الاستمرار قبل مرور مدة التقادم.

ويمكن أن تنتهي حالة الاستمرار بإحدى الطرق التالية:

  • بإرادة الجاني: إذا قام الجاني بإنهاء حالة الاستمرار، مثل إتلاف الشيء المسروق أو إطلاق سراح الشخص المحتجز.
  • بتدخل القانون: إذا قام القانون بإنهاء حالة الاستمرار، مثل صدور حكم قضائي يقضي بوقف حالة الاستمرار.

انقضاء مدة التقادم:

يجب أن تمضي مدة التقادم المقررة قانونًا دون إقامة الدعوى الجنائية.

وتختلف مدة التقادم المقررة قانونًا للجريمة المستمرة حسب نوع الجريمة.

وبشكل عام، تكون مدة التقادم المقررة للجريمة المستمرة أطول من مدة التقادم المقررة للجريمة البسيطة أو الجريمة المتتابعة.

ومن الأمثلة على مدة التقادم المقررة للجريمة المستمرة:

  • في جريمة إخفاء الأشياء المسروقة: 10 سنوات.
  • في جريمة حيازة المخدرات: 5 سنوات.
  • في جريمة احتجاز شخص بدون وجه حق: 10 سنوات.

أثر تقادم الجريمة المستمرة:

  • يؤدي تقادم الجريمة المستمرة إلى انقضاء الحق في إقامة الدعوى الجنائية، وبالتالي لا يمكن محاكمة الجاني على الجريمة.
  • ولكن، قد يستمر الحكم المدني الصادر في الجريمة قائمًا، وذلك إذا لم يكن قد تقادم.

مثال على تقادم الجريمة المستمرة:

لنفترض أن شخصًا قام بسرقة سيارة من شخص ما، ثم احتفظ بها لفترة من الزمن.

في هذه الحالة، فإن الجريمة تعتبر جريمة مستمرة، حيث أن حالة الاستمرار هي احتفاظ الشخص بالسرقة.

إذا مضت مدة التقادم المقررة قانونًا للجريمة المستمرة، دون إقامة الدعوى الجنائية، فإن الدعوى الجنائية تسقط، وبالتالي لا يمكن محاكمة الجاني على الجريمة.

ولكن، قد يستمر الحكم المدني الصادر في الجريمة قائمًا، وذلك إذا لم يكن قد تقادم.

الجريمة المتعاقبة:

الجريمة المتعاقبة هي جريمة تقع عن طريق ارتكاب عدة أفعال متماثلة ومتتابعة، تهدف إلى تحقيق غرض إجرامي واحد.

ويشترط لقيام الجريمة المتعاقبة توافر العناصر التالية:

تعدد الأفعال: يجب أن يرتكَب عدة أفعال متماثلة ومتتابعة.
وحدة الغرض الإجرامي: يجب أن تهدف الأفعال إلى تحقيق غرض إجرامي واحد.

ومن أمثلة الجرائم المتعاقبة:

النصب: إذا قام شخص بنصب شخص آخر عدة مرات، فإن ذلك يعتبر جريمة متتابعة.
الاحتيال: إذا قام شخص بالاحتيال على شخص آخر عدة مرات، فإن ذلك يعتبر جريمة متتابعة.
التزوير: إذا قام شخص بتزوير محرر رسمي عدة مرات، فإن ذلك يعتبر جريمة متتابعة.
الرشوة: إذا قام شخص برشوة موظف عام عدة مرات، فإن ذلك يعتبر جريمة متتابعة.

وفيما يلي شرح لكل ركن من أركان الجريمة المتعاقبة:

تعدد الأفعال

يشترط لقيام الجريمة المتعاقبة توافر عدة أفعال متماثلة ومتتابعة.

ويقصد بالتعدد أن تقع أكثر من فعل واحد، وبالتشابه أن تكون الأفعال متشابهة في طبيعتها وعناصرها القانونية.

وحدة الغرض الإجرامي

يشترط لقيام الجريمة المتعاقبة أن تهدف الأفعال إلى تحقيق غرض إجرامي واحد.

ويقصد بالغرض الإجرامي هو الهدف الذي يسعى الجاني إلى تحقيقه من خلال ارتكابه للأفعال.

أثر الجريمة المتعاقبة على العقوبة:

  • في بعض التشريعات، قد يتم معاقبة الجاني على الجريمة المتعاقبة بعقوبة أشد من عقوبة الفعل الإجرامي الواحد.
  • وتهدف هذه الزيادة إلى توقيع عقوبة أشد على الجاني الذي يرتكِب عدة أفعال إجرامية متتالية، وذلك لما يسببه ذلك من ضرر على المجتمع.

مثال على الجريمة المتعاقبة:

  • لنفترض أن شخصًا قام بنصب شخص آخر عدة مرات، حيث قام ببيعه سلعة مزيفة، ثم قام ببيعه سلعة أخرى مزيفة، ثم قام ببيعه سلعة ثالثة مزيفة.
  • في هذه الحالة، فإن الشخص قد ارتكب جريمة نصب متتابعة، حيث أن الأفعال الثلاثة تهدف إلى تحقيق غرض إجرامي واحد، وهو النصب على الشخص.
  • وبناءً على ذلك، يمكن أن يُعاقب الشخص على الجريمة المتتابعة بعقوبة أشد من عقوبة النصب الواحد، وذلك بحسب ما ينص عليه القانون.

الفرق بين الجريمة المستمرة والمتتابعة:

الفرق بين الجريمة المستمرة والمتتابعة هو أن الجريمة المستمرة هي جريمة تتكون من فعل واحد يستمر لفترة من الزمن، بينما الجريمة المتتابعة هي جريمة تتكون من عدة أفعال متماثلة ومتتابعة.

الجريمة المستمرة:

  • تتكون من فعل واحد.
  • يستمر الفعل لفترة من الزمن.
  • لا يلزم أن تكون الأفعال متماثلة.
  • لا يلزم أن يكون الغرض الإجرامي واحد.

الجريمة المتتابعة:

  • تتكون من عدة أفعال.
  • تقع الأفعال في فترة زمنية قصيرة نسبيًا.
  • يجب أن تكون الأفعال متماثلة.
  • يجب أن يكون الغرض الإجرامي واحد.

مثال على الجريمة المستمرة:

  • إخفاء الأشياء المسروقة.
  • حيازة المخدرات.
  • الاحتجاز بدون وجه حق.

مثال على الجريمة المتتابعة:

الفرق الرئيسي بين الجريمة المستمرة والمتتابعة هو عدد الأفعال ومدة استمرارها.

الجريمة المستمرة في القانون الجزائري:

الجريمة المستمرة هي مفهوم قانوني يُعرف في القانون الجزائري على أنها جريمة تستمر في وقت طويل دون انقطاع وتحتاج إلى سلسلة من الأفعال المتكررة أو السلوكيات المتصاعدة لتكتمل. يُشير القانون الجزائري إلى هذا المفهوم في مقتضى المادة 53 من قانون العقوبات الجزائري.

مادة 53 من قانون العقوبات تنص على ما يلي:

“يعاقب الفاعل بالعقوبة المقررة للجريمة المستمرة إذا قام بجميع الأفعال أو بعضها تحتاج إلى سلسلة من الأفعال أو تصاعديّة تُشكّل في مجموعها جريمة واحدة.”

هذا يعني أن القانون الجزائري يمكن أن يعاقب الجريمة المستمرة ككيان واحد يشمل سلسلة من الأفعال أو السلوكيات المتصاعدة التي تُعتبر جريمة واحدة تحت تأثير هذه المادة. هذا المفهوم يعطي السلطات القانونية الجزائرية السلطة لملاحقة المتورطين في الجرائم المستمرة ومعاقبتهم وفقًا للعقوبات المنصوص عليها في القوانين الجزائرية.

يتطلب إثبات وجود جريمة مستمرة تقديم دلائل وأدلة كافية تشير إلى تواصل واستمرار السلوك الجنائي عبر الزمن. توجد عقوبات محددة في القوانين الجزائرية لمعاقبة الجرائم المستمرة، وتختلف هذه العقوبات تبعًا لنوع الجريمة وخطورتها.

في ختام هذا المقال، ندرك أهمية فهم ومعالجة الجرائم المستمرة في المجتمعات الحديثة. إن تلك الجرائم التي تعبر عن استمرار السلوك الجنائي تمثل تحديًا كبيرًا للأمان والعدالة، وتؤثر بشكل كبير على النظام القانوني والاقتصاد والبيئة الاجتماعية.
لمواجهة هذا التحدي، يتعين على المجتمعات والسلطات القانونية تطوير استراتيجيات مبتكرة وفعالة تستهدف معالجة الجرائم المستمرة والقضاء عليها. يتضمن ذلك تعزيز التعاون الدولي لمكافحة الجرائم المستمرة العابرة للحدود وتبادل المعلومات والخبرات بين الدول.
كما يجب توعية المجتمع بأهمية الإبلاغ عن الجرائم المستمرة وتشجيع الشهادات والتعاون مع السلطات القانونية. بالإضافة إلى ذلك، يجب تحفيز البحث العلمي والأكاديمي في هذا المجال لفهم أفضل لعلميات الجريمة المستمرة وأساليب مكافحتها.
في نهاية المطاف، يجب على المجتمعات والدول العمل بجدية على تعزيز الأمان والعدالة من خلال مكافحة الجرائم المستمرة، حيث يعتبر ذلك جزءًا أساسيًا من بناء مجتمع أكثر استقرارًا وتقدمًا وعدالة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *